لماذا فشل نجوم الأهلي والزمالك في الوصول لعالمية صلاح ومرموش؟

تصب أعين عشاق الساحرة المستديرة، وخاصة الجمهور المصري، نحو الدوري الإنجليزي، الذي يحمل فى طياته نجمين متوهجين، محمد صلاح نجم ليفربول، وعمر مرموش المنتقل حديثًا إلى نادي مانشستر سيتي قادماً من آينتراخت فرانكفورت الألماني، والذي تألق مع فريقه وأجبر الصحف العالمية على تسليط الضوء عليه ليصبح الوجه الجديد خاطف الأنظار.
ومن جهة أخرى، يسعى ناديي الأهلي والزمالك لصنع النجوم وتقديم المواهب للسيطرة على البطولات المحلية والقارية، وإعداد لاعبين محترفين وتصديرهم للدوريات الأوروبية، ولكن برغم التاريخ العريق لهما، إلا أن نجوم القطبين لم يتمكنوا من الوصول إلى العالمية التي وصل لها محمد صلاح وعمر مرموش، الذين شقوا طريقهم في الدوريات الأوروبية الكبرى وأصبحوا أسماء لامعة في كرة القدم العالمية، وأما من خرج، فعاد خال الوفاض، فما السبب وراء ذلك؟
لماذا لم يلامس نجوم الأهلي والزمالك مجد صلاح ومرموش؟
هناك عدد من العوامل التي تسببت فى ذلك، أبرزها الاحتراف المبكر، فصلاح بدأ رحلته الأوروبية من بازل السويسري، بينما انتقل مرموش إلى فولفسبورج الألماني فى سن صغيرة، لكن لاعبو القطبين يقضون سنوات طوال في الدوري المصري قبل التفكير في الاحتراف، وهو ما يجعل فرصتهم ضئيلة.
يأتي ذلك بالإضافة إلى القيود التي قد يضعها القطبين على اللاعبين للحفاظ على قوام الفريق وضمان المنافسة محليًا وقاريًا، فسياسة الأندية قد لا تشجع لاعبيها على الاحتراف، وفى بعض الأحيان قد تغلق أبواب الرحيل وتتمسك بلاعييها مما يضع اللاعب فى صدام مع الجماهير وهو ما قد يعطل رحلته.
العيش بمنطقة الراحة
منطقة الراحة هي من أخطر المراحل التي قد تواجه لاعبي الأهلي أو الزمالك، حيث يفضلون البقاء في بيئة مريحة بدلاً من المغامرة والاحتراف، فهنا اللاعب يشعر بشيء من الاستقرار المادي والجماهيري، فيضمن المال والشهرة حتى وإن كان دون المستوى، فالجماهير تغلبهم العاطفة، وبعض الأفعال أو كما يسمونها “اللقطة”، التي قد ترفع من شأن أحدهما على حساب الآخر، فيضمن قدر من الإشادة لوقت أطول، فهل يتغير ذلك أم يظل اللاعب المصري أسير الراحة؟
العقلية الإحترافية فى كرة القدم
تعد العقلية الاحترافية مفتاح للوصول إلى العالمية، فيحتاج اللاعب امتلاك عقلية احترافية تفوق الموهبة التي يمتلكها، بل إن الموهبة يمكن ان يتم تعويضها بالعمل الجاد، وهناك من امتلك الموهبة ثم ضاع فى غياهب النسيان، فالخلود الكروي يتطلب أن يكون اللاعب محترفًا في تفكيره وسلوكه، لكن لاعبي الدوري المصري يفتقرون إلى الانضباط والعقلية الاحترافية، ومنهم من لا يحترم موهبته، وكرة القدم لا تعترف بالموهبة فقط.
صلاح ومرموش لديهما عقلية احترافية، وقد تحدثا عن هذا الأمر فى أكثر من مناسبة، فصلاح المحترف فى صفوف ليفربول، لاقى انتقادات لاذعة عندما أشار إلى أن الفرق بين اللاعب العربي والأوروبي هو العقلية، وقد نصح الشباب بذلك مشيراً إلى ان العمل عقلياً أصعب بكثير من العمل الجسدي.

هل يسير الشباب على خطى صلاح؟
فى ظل اهتمام أندية أوروبا بضخ دماء جديدة، والبحث الدائم عن المواهب فى أدغال افريقيا، وبالتزامن مع زيادة اهتمام اللاعبين الشباب بالاحتراف، هل نشهد في المستقبل القريب لاعبين من الأهلي والزمالك يسيرون على خطى صلاح ومرموش ويكتبون سطورًا يخلدها التاريخ فى الدوريات الأوروبية؟



