أهم المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

ليفاندوفسكي.. القاتل الذي فقد شهيته أمام المرمى!

في كرة القدم، هناك لحظات لا تُنسى، أهداف تُحفر في الذاكرة، ونجوم يتركون بصمتهم على صفحات التاريخ… لكن في موسم 2024-2025، كان ليفاندوفسكي على موعد مع شيء مختلف تمامًا. كان على موعد مع موسمه “الأكثر إنكارًا للذات”، موسم بدأه كقائد مغوار يقود برشلونة نحو القمم، وانتهى كمُتَّهَم بالخيانة… خيانة الأحلام، وخيانة التوقعات، والأدهى: خيانة نفسه.

لطالما عُرف ليفاندوفسكي بأنه الماكينة البولندية التي لا تتوقف عن التسجيل، رجل اللحظات الحاسمة، والهداف الذي لا يرحم، لكن هذا الموسم رسم صورة مختلفة تمامًا. مشهد غريب لرجل كان يلهث خلف الحذاء الذهبي ولقب الهداف، ثم فجأة… صمت، برود، فقدان هوية هجومية، وتراجعٌ درامي لا يشبه سوى الأفلام التي تنقلب من نصرٍ ساحق إلى مأساة دامية في لحظة.

وبينما كانت جماهير برشلونة تُراهن عليه كأيقونة الموسم، صدمها نجمها الأول بعروض باهتة، وأداء مثير للجدل، وأهداف قليلة متفرقة لا تُناسب مهاجمًا بحجمه. والأكثر مرارة؟ أن خصمه المباشر كيليان مبابي، بدأ من الخلف ثم طار نحو القمة كصاروخ لا يعترف بالحواجز، بينما ظل ليفا يتعثر أمام فرق متواضعة، ويهدر ما لا يُهدر، وكأن الكرة قررت أن تعامله كغريب عن المرمى.

في هذا التقرير، لا نحاكم ليفاندوفسكي، بل نُسلّط الضوء على كيف تحوّل هداف أوروبا إلى مهاجم يبحث عن نفسه في المرايا، وكيف ساهمت الظروف، والقرارات، وزملاؤه، وربما غروره، في موسم من أسوأ ما قدّمه منذ ارتدى القميص الكتالوني. إنها قصة سقوط بطيء… وهزة لم يتوقعها حتى ألد خصومه.

حين يبدأ هداف الدوري الإسباني موسمًا متألقًا ويصل إلى مارس وهو في قمة المجد، نُفترض أن الختام سيكون على ذات الوتيرة. لكن ما حدث مع روبرت ليفاندوفسكي كان انقلابًا كاملاً على المنطق. من لاعب يسجل بلا رحمة إلى مهاجم يصوم عن الأهداف كما لو أن مرمى الخصوم بات سرابًا. 25 هدفًا في أواخر مارس جعلته على بُعد خطوات من حسم لقب “البيتشيتشي”، بل وربما اقتناص الحذاء الذهبي الأوروبي، لكن الطريق تغير فجأة… وبدأ السقوط.

توالت المباريات، وتعددت الخصوم: بيتيس، ليجانيس، سيلتا، حتى ريال مدريد… ومع ذلك، لم يسجّل، لم يلمع، لم يظهر. الأمر لم يكن فقط تراجعًا في المستوى، بل خيانة حقيقية لقدراته وتاريخه. وكأن ليفاندوفسكي أدار ظهره لنفسه أولًا، قبل أن يُديرها لجمهور آمن به.

الأزمة لم تقف عند حدود ليفاندوفسكي وحده، فزملاؤه في برشلونة بدوا كمن يُغرق سفينة النجم البولندي عمدًا. دفاع مترهل، وسط بطيء، وقرارات فنية مرتبكة، زادت الطين بلّة. وفي قمة الكلاسيكو التي لم يكن ليفا أساسيًا فيها، تألق مبابي بثلاثية قاتلة، وأعلن للعالم أن سباق الهدافين ليس ليفا طرفًا فيه بعد الآن.

بينما جلس البولندي يشاهد، كان مبابي ينهش دفاعات برشلونة كوحش جائع. كل هدف سجله الفرنسي، كان بمثابة رصاصة جديدة في جسد ليفاندوفسكي المتراجع، حتى بدا أن النجم الكتالوني بات مجرد مشاهد لمسرحية المجد التي خُصصت لغيره.

في الجولة الأخيرة ضد بيلباو، أراد ليفا أن يُظهر شيئًا من القديم. سجّل هدفين مبكرين، رفع قبضته، صرخ في وجه الشك… لكنه سرعان ما عاد ليرتكب ذات الأخطاء. فرصتان لا تضيعان، أهدرهما بطريقة غير مفهومة، وكأن كرة القدم قررت معاقبته على موسمه المتقلب برسالة أخيرة: “أنت لست كما كنت”.

في نهاية الموسم، بينما رفع مبابي جائزته الفردية مبتسمًا، كان ليفاندوفسكي يحاول أن يبرر ما لا يُبرر. نعم، برشلونة حقق بطولات محلية، لكن الإخفاق الشخصي كان مدويًا، ولا يمكن إغفاله. لقد خذل نفسه، وسمح لغريمه بالتفوق، وباتت التساؤلات حول مستقبله أكثر من أي وقت مضى.

القصة هنا ليست عن أهداف فُقدت فقط، بل عن هوية تلاشت، ونجم بات عليه أن يختار: إما أن يعود… أو أن يترك خلفه كل المجد السابق ويتوارى عن الأنظار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى