أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهلي

مارسيل كولر.. مدرب أثبت أن النجاح ليس صدفة في القلعة الحمراء

في أوساط كرة القدم، تُطرح أحيانًا مفاهيم شعبية تستند إلى الانطباعات أكثر من الحقائق. إحدى هذه المفاهيم المتداولة بين جماهير النادي الأهلي هي أن “أي مدرب يمكنه النجاح بسهولة مع نادي القرن”. قد يبدو هذا التصور مغريًا بالنظر إلى السجل الذهبي للنادي، لكن عندما نُخضع الفكرة للمنطق والتحليل، نجد أنها تتنافى مع طبيعة عمل المدربين وتحديات الأندية الكبيرة.

المدرب.. أكثر من مجرد شهادة تدريبية

الحصول على الرخص التدريبية الأعلى عالميًا متاح لأي مدرب يمتلك الطموح والاجتهاد، لكن ما يميز مدربًا عن آخر ليست الشهادات فقط، بل مقومات شخصية تُحدث الفارق مثل الجرأة في تطبيق الأفكار، القدرة على تحمل الضغوط الجماهيرية، والتعامل مع وسائل الإعلام. هذه السمات، التي تُكسب المدرب شخصية مميزة، لا يمكن أن تتساوى بين اثنين حتى وإن تشاركا البيئة نفسها.

هل النظام الإداري يكفي لصناعة النجاح؟

من المعروف أن النادي الأهلي يمتلك نظامًا إداريًا يُعتبر نموذجًا يحتذى به في الشرق الأوسط وإفريقيا، ويوفر بيئة مثالية لأي مدرب لتحقيق النجاح. لكن هذا لا يعني أن الفوارق بين المدربين تختفي تمامًا، أو أن النادي يمكن أن ينجح مع أي مدرب دون تدقيق في السيرة الذاتية واختيار الشخص المناسب الذي يستطيع قيادة الفريق في ظل الضغوط الهائلة الناتجة عن وجود ملايين المشجعين الذين يرون أنفسهم مدربين من خلف الشاشات.

قصص النجاح والإخفاق في الأهلي

النادي الأهلي كان بوابة النجاح للعديد من المدربين الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ القلعة الحمراء بفضل إنجازاتهم. هؤلاء المدربون كانوا يتمتعون بمستوى فني متميز، رغم أن طبيعة المنافسة في أوروبا ربما لم تمنحهم الفرصة الكاملة للتألق.

على الجانب الآخر، شهدت القلعة الحمراء أيضًا تجارب لمدربين لم ينجحوا في إثبات كفاءتهم. أسماء مثل بروشيتش، تاديتش، هورفاتيك، وجيف باتلر، جميعها تجارب تُثبت أن النجاح في الأهلي ليس مضمونًا، حتى مع وجود الدعم الإداري والجماهيري.

الدروس المستفادة من مانشستر سيتي

لنأخذ مثالًا من أوروبا: مانشستر سيتي، النادي الأغنى عالميًا، عاش تحديات صعبة مع مدربه بيب جوارديولا، حتى وصل إلى حافة الانهيار. ورغم ذلك، جددت الإدارة عقده لمواسم إضافية، إدراكًا منها لقيمته وما حققه للنادي. جوارديولا لم يكن مجرد مدرب يجلب الألقاب؛ بل كان مهندسًا أعاد تشكيل الفريق وقاده إلى الأمجاد.

كولر.. مدرب الأهلي بين الشك واليقين

مارسيل كولر، المدرب الحالي للنادي الأهلي، أثبت جدارته بتخطيه مرحلة الاختبار عبر تحقيق 11 لقبًا محليًا وقاريًا، بما في ذلك الجمع بين لقبي دوري أبطال إفريقيا والدوري المصري مرتين متتاليتين. استسهال المطالبة بتغييره عند أي اهتزاز في المستوى لا يعدو كونه مخاطرة قد تُبدد البناء التراكمي الذي أسسه كولر منذ توليه المهمة.

ختامًا: استقرار المنظومة أولًا

في ظل الضغط الجماهيري المتزايد، على إدارة الأهلي والجماهير أن تُدرك أهمية الاستقرار الفني وألا تستجيب لدعوات التغيير بسهولة. النادي الأهلي كان وسيظل قلعة البطولات، لكن ذلك لا يعني أن النجاح يأتي دون تخطيط وصبر على المدرب الذي يملك رؤية وجرأة مثل كولر.

الدرس الأهم هنا: الأهلي لا يحتاج إلى مدرب فقط، بل إلى قائد يدرك قيمة النادي وطموح جماهيره، وفي كولر، يبدو أن النادي وجد هذا القائد بالفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى