أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهليقارية

مانويل جوزيه.. عندما تكون البداية رسالة انضباط واحترافية

في عالم كرة القدم، حيث التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق، وحيث كل خطوة محسوبة على طريق النجاح، كان المدرب البرتغالي مانويل جوزيه مثالاً حيًا للإدارة الصارمة والرؤية الواضحة، فور توليه قيادة النادي الأهلي المصري، لم تكن أولوياته مجرد تحقيق الانتصارات أو حصد البطولات فقط، بل وضع أسسًا واضحة لمنظومة لا تقبل العبث، وقرر منذ اللحظة الأولى أن الانضباط والعمل الجماعي هما مفتاح النجاح.

رسالة واضحة منذ البداية

منذ اليوم الأول لتوليه المهمة، وقف جوزيه أمام لاعبي الأهلي بحسم ووضوح، ليضع قواعده الصارمة: “إذا أصر أحدكم على اللعب الفردي والتصرف كنجم وحيد، فسيندم سريعًا، وأنا المدير الفني، لذا إذا قرر أحد الرحيل، لن أكون أنا بل سيكون اللاعب.”

لم يكن هذا التهديد مجرد كلمات جوفاء، بل كان انعكاسًا لفلسفة واضحة ترى أن العمل الجماعي هو طريق النجاح الوحيد، لم يكن في قاموس جوزيه مجال للنجومية الزائفة أو البحث عن الأضواء على حساب الفريق. من يريد مديح الجماهير وهتافات الصحافة دون أن يعطي كل ما لديه في التدريبات والمباريات، لن يكون له مكان في الفريق.

العمل الجماعي أولاً وأخيرًا

“إذا فزنا، سنفوز معًا، وإذا خسرنا، سنخسر معًا، النجاح جماعي، وكلنا في خدمة الأهلي.” بهذه العبارة البسيطة، اختصر جوزيه فلسفة كرة القدم التي يعتمدها، النجاح ليس حكراً على فرد واحد، ولا يُنسب إلى لاعب بعينه، بل هو نتيجة عمل جماعي يشترك فيه الجميع، من أصغر لاعب إلى أكبر مسؤول في النادي.

هذه الرؤية لم تكن مجرد شعارات؛ فقد طبقها جوزيه بحذافيرها داخل الملعب وخارجه، كان الجميع يعلم أن الجهد المبذول في التدريبات هو ما سيحدد مشاركتهم في المباريات الرسمية، ومن لم يُظهر الجدية في المران، لن يرى اسمه في قائمة الفريق مهما كانت نجوميته.

احترافية على الطريقة الأوروبية

جوزيه كان يدرك جيدًا أحلام اللاعبين بالاحتراف في أوروبا، واستخدم هذا الطموح كوسيلة لتحفيزهم. أخبرهم منذ البداية أن الخطوة الأولى نحو الاحتراف تبدأ من الالتزام الكامل مع الأهلي: “إذا أردتم اللعب في أوروبا، فعيشوا وتدربوا بنفس الطريقة التي يحلم بها اللاعب الأوروبي.”

هذه العقلية الاحترافية ساهمت في رفع مستوى اللاعبين بشكل ملحوظ، ليس فقط على الصعيد الفني، بل أيضاً على مستوى الالتزام والانضباط. أصبح المران بالنسبة لهم أشبه بمعسكر احترافي، حيث الجهد والعمل هما اللغة الوحيدة المقبولة.

دعم بشروط واضحة

لم يكن جوزيه مدربًا صارمًا فقط، بل كان داعمًا للاعبيه في كل المحافل، لكن بشروط واضحة: “أنا المحامي الأول لكم إذا دافعتم عن قميص الأهلي باحترام وأخلاق، ولم تخرجوا عن قواعد اللعب النظيف.”

كان جوزيه مدافعًا شرسًا عن لاعبيه أمام أي انتقادات ظالمة أو ضغوط خارجية، لكنه لم يتهاون أبدًا مع من يخالف قواعده. هذه العلاقة المتوازنة بين الحزم والدعم جعلت اللاعبين يشعرون أن لديهم مدربًا يؤمن بهم، وفي المقابل، دفعهم لتقديم كل ما لديهم في سبيل الفريق.

النهاية بداية النجاح

رسائل جوزيه الأولى لم تكن مجرد تعليمات، بل كانت حجر الأساس لفريق سيطر على كرة القدم الأفريقية والمصرية لسنوات. تحت قيادته، أصبح الأهلي ليس مجرد فريق كرة قدم، بل نموذجاً يُحتذى به في الاحترافية والعمل الجماعي والانضباط.

كان جوزيه أكثر من مجرد مدرب؛ كان قائدًا استطاع أن يغير طريقة تفكير لاعبيه، ويزرع فيهم حب العمل الجماعي، والإيمان بأن الانتصارات تأتي نتيجة الجهد والتضحية من أجل الشعار، ربما تكون كلمات جوزيه في اليوم الأول حادة، لكنها كانت ضرورية لبداية مسيرة أسطورية مع النادي الأهلي، صنعت فريقًا لا يُهزم.

خاتمة

اليوم، وبعد مرور سنوات على تلك البداية، لا يزال مانويل جوزيه يُذكر كأحد أعظم المدربين الذين مروا على تاريخ الأهلي. لم يكن ذلك فقط بسبب البطولات التي حققها، بل بسبب المنظومة التي أسسها، والقيم التي غرسها في لاعبيه. فمنذ اليوم الأول، كان واضحًا أن النجاح ليس مصادفة، بل نتيجة عمل شاق وجهد مستمر، وأن الفريق يأتي دائمًا أولاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى