مبابي يشعل البرنابيو ويكتب التاريخ.. من باريس إلى مدريد.. المجد لا يتغير!

في ليلة حملت عبق الوداع لأسماء خالدة في سانتياجو برنابيو، خطف كيليان مبابي الأضواء كالعادة، وكتب فصلاً جديدًا في كتاب المجد، لكن هذه المرة بلون “الملكي”. النجم الفرنسي المتوهج واصل مسلسل الإبداع، وأطلق قذيفة صاروخية في الدقيقة 38 أمام ريال سوسيداد، ليمنح ريال مدريد التقدم في الجولة الختامية من الدوري الإسباني.

ذلك الهدف لم يكن مجرد رقم في لوحة النتائج، بل كان بوابة لدخول مبابي نادي الأساطير من أوسع أبوابه. إذ أصبح أول لاعب فرنسي في تاريخ الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى ينجح في تسجيل 30 هدفًا أو أكثر خلال موسم واحد في بطولتين مختلفتين. ففي موسم 2018/2019، سجّل الفتى الذهبي 33 هدفًا بقميص باريس سان جيرمان في الليج 1، وها هو اليوم يعيد كتابة التاريخ، ولكن هذه المرة مع الميرينجي.

الشوط الأول انتهى بتقدم ريال مدريد بهدف دون رد، في مباراة تحمل طابعًا عاطفيًا خاصًا، كونها الظهور الأخير على ملعب البرنابيو للمدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي وأسطورة خط الوسط لوكا مودريتش، لكنها لم تسرق الأضواء من مبابي الذي كان حديث المدرجات.

وبهدفه اليوم، يعادل مبابي الرقم الأسطوري لتييري هنري، الذي هز الشباك 30 مرة مع أرسنال في موسم 2003/2004. لكنه الآن على بُعد خطوات من التفرّد، في حال سجّل مجددًا، ليتجاوز أحد أعظم المهاجمين في تاريخ فرنسا.

ومع 30 هدفًا في الليجا هذا الموسم، يتصدر مبابي جدول الهدافين، متفوقًا على أقرب منافسيه، روبرت ليفاندوفسكي، بفارق خمس أهداف. ويبدو أن الحذاء الذهبي بات أقرب من أي وقت مضى لخزائن كيليان.

وفي المجمل، شارك مبابي في 55 مباراة هذا الموسم بقميص ريال مدريد في جميع البطولات، سجّل خلالها 41 هدفًا، وقدم 4 تمريرات حاسمة، في موسم أول لا يقل عن كونه إعصارًا من التألق.

المجد لا يعرف القمصان، بل يعرف الأقدام الذهبية.. وكيليان مبابي واحدة من ألمعها في هذا الجيل.