مبابي يُشعل سباق الهدافين ويقترب من رقم ديمبيلي في صراع العمالقة
يبدو أن كيليان مبابي لا يعرف سوى لغة التألق، فالنجم الفرنسي الذي خطف الأضواء منذ انتقاله إلى ريال مدريد، يواصل إثبات جدارته يومًا بعد يوم. فبأقدامه السريعة ومهاراته الفذة، يُثبت أنه أحد أعظم اللاعبين في الجيل الحالي، ورقمًا صعبًا في عالم كرة القدم. خلال مواجهة فريقه أمام أوساسونا ضمن منافسات الجولة 24 من الدوري الإسباني، كتب مبابي فصلًا جديدًا من تألقه، مسجلًا هدفًا جديدًا يعزز به مكانته بين كبار هدافي أوروبا.
دخل ريال مدريد المباراة بطموح واضح لحصد النقاط الثلاث، والابتعاد أكثر في صدارة الليغا، ونجح في فرض سيطرته خلال الشوط الأول، حيث تمكن مبابي من هز شباك أوساسونا في الدقيقة 15 بطريقة تعكس مدى حسه التهديفي العالي وقدرته الفائقة على اقتناص الفرص. لكن الفريق الملكي لم يستطع الحفاظ على تقدمه، بعدما تمكن أوساسونا من إدراك التعادل في الشوط الثاني، ليكتفي الريال بنقطة وحيدة في مباراة كانت في المتناول.
ورغم التعادل، لم يخرج مبابي خالي الوفاض، بل خرج برقمه الشخصي الذي يُثبت مجددًا أنه أحد أفضل مهاجمي العالم. فالهدف الذي سجله جعله يقترب أكثر من عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان، الذي يتصدر قائمة هدافي الدوريات الخمسة الكبرى منذ بداية عام 2025 برصيد 15 هدفًا في جميع المسابقات. ووفقًا لإحصائيات شبكة “أوبتا”، فإن مبابي أصبح أقرب منافسي ديمبيلي بعدما رفع رصيده إلى 11 هدفًا بقميص ريال مدريد هذا العام.
هذا الرقم يؤكد أن مبابي لم يحتج إلى وقت طويل للتأقلم مع الأجواء المدريدية، فهو يعيش فترة مثالية مع الفريق الملكي، ويبرهن على أنه القطعة التي كان يحتاجها الريال لتعزيز قوته الهجومية. فمنذ انتقاله إلى سانتياغو برنابيو، يُظهر النجم الفرنسي رغبة قوية في ترك بصمة كبيرة، ولم يخيب التوقعات حتى الآن، حيث يسجل ويصنع الأهداف بمعدلات مميزة، رغم المنافسة الشرسة في الدوري الإسباني والتحديات التي يواجهها أي لاعب جديد ينضم إلى كتيبة ريال مدريد.
ما يجعل أرقام مبابي أكثر بريقًا هو أنه يقدم هذه المستويات وسط جدول مباريات مضغوط، حيث ينافس ريال مدريد على أكثر من جبهة، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، يُحافظ على مستواه التهديفي، ويواصل إثبات أنه لاعب استثنائي قادر على حمل الفريق على كتفيه في الأوقات الصعبة.
ورغم تفوق ديمبيلي حاليًا في سباق الهدافين، فإن مبابي يمتلك فرصة ذهبية لقلب الطاولة في الأسابيع المقبلة. فمع استمرار المنافسات وتعدد المباريات، قد ينجح في تجاوز رقم مواطنه الفرنسي، لا سيما أن الفارق ليس كبيرًا، وأسلوبه في اللعب يتيح له فرصًا كثيرة للتسجيل.
في كل مباراة يخوضها، يُثبت مبابي أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل ماكينة أهداف قادرة على صنع الفارق في أي لحظة. وإذا استمر بهذا النسق التصاعدي، فقد نشهد نهاية موسم تاريخية له بأرقام قياسية تجعله يدخل قائمة العظماء في تاريخ ريال مدريد من أوسع الأبواب.



