من فولفسبورج إلى مانشستر.. مرموش يضيء سماء إنجلترا بثلاثية خرافية

لا يمر يوم في عالم كرة القدم إلا ونشهد مفاجآت مذهلة، لكن ما فعله عمر مرموش بقميص مانشستر سيتي كان استثنائيًا بكل المقاييس. في ليلة لا تُنسى، أضاء النجم المصري ملعب “الاتحاد” بأداء ساحر جعل الجميع يتحدث عنه، بعدما دوَّن اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. فليس كل يوم يحقق لاعب هاتريك في 14 دقيقة، والأكثر دهشة أن هذا اللاعب هو عمر مرموش، الذي أثبت أنه لا غنى عنه في كتيبة بيب جوارديولا.
منذ انضمامه إلى السيتيزنز، تحوَّل مرموش إلى أحد الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق، وبأداء مبهر أمام نيوكاسل، نجح في إثبات أنه لم يأتِ إلى مانشستر لمجرد خوض التجربة، بل ليصنع تاريخًا جديدًا للاعبين المصريين في البريميرليج. فكيف كانت ليلة التألق؟ وما الذي يميز مرموش ليصبح قطعة لا تُعوَّض في كتيبة جوارديولا؟ هذا ما سنكتشفه في السطور التالية.
مرموش يُشعل الأجواء في الاتحاد!
انطلقت المباراة وسط أجواء حماسية، حيث بدأ مانشستر سيتي اللقاء بضغط مكثف على نيوكاسل، بحثًا عن هدف مبكر يضمن له السيطرة. ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى تألق النجوم المعتادين مثل إيرلينج هالاند أو فيل فودين، إلا أن عمر مرموش كان له رأي آخر. في الدقيقة 19، خطف الأضواء بأول أهدافه بعد تمريرة سحرية من الحارس البرازيلي إيدرسون، مستغلًا سرعته الفائقة في اختراق دفاع نيوكاسل، ليضع الكرة بلمسة عبقرية داخل الشباك.
لم يكد الضيوف يستفيقون من صدمة الهدف الأول حتى باغتهم مرموش من جديد في الدقيقة 24، هذه المرة بعد تمريرة متقنة من الألماني إلكاي جوندوجان، ليضعها النجم المصري بطريقة رائعة في مرمى السلوفاكي مارتن دوبرافكا. كانت لحظة أكدت أن ما يحدث ليس مجرد صدفة، بل عرض كروي ساحر يقدمه لاعب بدأ يجد مكانه بين كبار الدوري الإنجليزي.
ولأن التألق لا يأتي فرادى، استمر مرموش في نثر سحره على العشب الأخضر، ليكمل الثلاثية “هاتريك” في الدقيقة 33 بعد تمريرة رائعة من البرازيلي سافينيو، جعلت جماهير السيتي تحتفي بمهاجمها الجديد وكأنها عثرت على جوهرة نادرة.
أرقام قياسية.. ومكانة تزداد توهجًا
لم يكن هذا مجرد هاتريك عادي، بل كان لحظة فارقة في مسيرة مرموش، حيث أصبح:
أول لاعب مصري يسجل هدفًا بقميص مانشستر سيتي في البريميرليج.
صاحب أسرع “هاتريك” في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، حيث سجل الأهداف الثلاثة في 14 دقيقة فقط.
ثاني هاتريك في مسيرته الاحترافية، بعد ثلاثيته الأولى مع رديف فولفسبورج أمام هانوفر في دوري الدرجة الرابعة الألمانية عام 2019.
أول هاتريك له في الدوريات الخمس الكبرى، وهو إنجاز يعزز مكانته كلاعب عالمي قادر على تحقيق المزيد.
لماذا أصبح مرموش قطعة لا تُعوَّض في السيتي؟
منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي، شارك مرموش في ثلاث مباريات في البريميرليج، بدأها جميعًا أساسيًا، وهذا وحده كافٍ ليؤكد مدى ثقة جوارديولا به. يتمتع اللاعب المصري بمرونة تكتيكية تجعله قادرًا على اللعب في أكثر من مركز، سواء كجناح هجومي أو مهاجم متأخر، مما يمنح السيتي حلولًا هجومية إضافية.
إضافة إلى ذلك، يمتلك مرموش قدرات بدنية وفنية استثنائية، حيث يجمع بين السرعة الفائقة، المهارة الفردية، والقدرة على إنهاء الهجمات بلمسات قاتلة، وهي صفات يحتاجها أي فريق يسعى لحصد الألقاب.
الطريق إلى المجد.. هل يصبح مرموش أسطورة مصرية جديدة؟
بعد هذا التألق المذهل، بات السؤال الذي يشغل الجماهير المصرية والعالمية: هل يمكن أن يصبح عمر مرموش أسطورة كروية في مانشستر سيتي؟ يبدو أن كل العوامل تصب في صالحه، خاصة مع وجود مدرب بحجم جوارديولا قادر على استخراج أفضل ما لديه. وإذا استمر مرموش بهذا المستوى، فقد يكون لدينا قريبًا لاعب مصري ينافس على الجوائز الفردية الكبرى.
في النهاية، ما قدمه عمر مرموش أمام نيوكاسل لم يكن مجرد مباراة جيدة، بل كان بيانًا للعالم بأن هناك نجمًا مصريًا جديدًا يطرق أبواب المجد في البريميرليج. وعلى الجميع أن ينتبه، لأن الملك المصري قد بدأ رحلته نحو القمة.