محمد عبد المنعم.. من ناشئ واعد إلى نجم محترف في سماء أوروبا

في الأول من فبراير عام 1999، أضاءت سماء الكرة المصرية بنجم جديد، شق طريقه من شوارع القاهرة إلى ملاعب أوروبا. محمد عبد المنعم، المدافع الصلب، يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ26، بعد مسيرة حافلة بالنجاحات والتحديات، بدأت من قطاع الناشئين بالنادي الأهلي وصولًا إلى التألق في الملاعب الفرنسية.

البداية من القلعة الحمراء

منذ نعومة أظافره، خطا عبد المنعم خطواته الأولى داخل جدران النادي الأهلي، مؤمنًا بأن تحقيق حلمه يبدأ من هذا المكان. ورغم صعوبة المنافسة في دفاع الأهلي المليء بالمخضرمين، آثر الشاب الطموح البحث عن فرصة حقيقية لإثبات نفسه.

الإعارة الأولى.. بداية التألق

في موسم 2019/2020، اتخذ عبد المنعم خطوة جريئة بالخروج على سبيل الإعارة إلى نادي سموحة. تلك التجربة كانت بمثابة انطلاقة حقيقية، حيث بزغ نجمه في الدوري المصري، مشاركًا في 33 مباراة ومسجلًا هدفين، ليصبح اسمه متداولًا بين الجماهير والخبراء كموهبة صاعدة بقوة.

التحدي الأكبر.. فيوتشر والمنتخب الوطني

عاد عبد المنعم إلى الأهلي، لكنه رفض الجلوس على دكة البدلاء، ليبدأ فصلًا جديدًا من رحلته مع نادي فيوتشر، حيث أثبت كفاءته من جديد.

أداؤه المتميز فتح له أبواب المنتخب الوطني، حيث خاض مع الفراعنة مباريات مهمة، سجل خلالها أهدافًا حاسمة، أبرزها هدفه في مرمى السودان، وتسديده الشجاع لركلة جزاء أمام كوت ديفوار، ليساهم في تأهل المنتخب إلى ربع نهائي أمم إفريقيا.

العودة إلى الأهلي.. صخرة الدفاع تتألق

بعد تألقه مع فيوتشر، لم يكن أمام الأهلي خيار سوى استعادة نجم الدفاع من الإعارة. لعب عبد المنعم دورًا أساسيًا في تشكيلة الفريق، حيث خاض 115 مباراة بقميص الشياطين الحمر، وسجل 6 أهداف صنعت الفارق في مشواره الكروي.

عشر بطولات مع الأهلي

خلال مسيرته مع الأهلي، نجح عبد المنعم في التتويج بعشر بطولات، منها 3 ألقاب للدوري الممتاز، وبطولتين لكأس مصر، ومثلهما في دوري أبطال إفريقيا، بالإضافة إلى 3 ألقاب لكأس السوبر المصري، ليصبح جزءًا من تاريخ النادي العريق.

الاحتراف الأوروبي.. خطوة نحو العالمية

في أغسطس 2024، قرر عبد المنعم أن يأخذ خطوة جريئة أخرى في مسيرته، محققًا حلم الاحتراف الأوروبي بالانتقال إلى نيس الفرنسي، في صفقة امتدت لأربع سنوات. خطوة فتحت أمامه آفاقًا جديدة لتطوير موهبته وإثبات نفسه في دوريات أوروبا الكبرى.

نحو مستقبل مشرق

محمد عبد المنعم، الذي بدأ من أكاديمية الأهلي، شق طريقه ليصبح أحد أبرز مدافعي جيله، وحجز مكانه في صفوف المنتخب الوطني، وها هو اليوم ينثر إبداعاته في الملاعب الأوروبية.

في عيد ميلاده الـ26، يقف عبد المنعم على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرته، مفعمًا بالطموح والإصرار، مستعدًا لتحديات جديدة في عالم الساحرة المستديرة.