التاريخ ينحاز للملكي.. ريال مدريد وإسبانيول في صراع الأرقام والذكريات

عندما يتحدث التاريخ، فإن الأرقام تكون شاهدة على العظمة والتفوق، وعند الحديث عن ريال مدريد وإسبانيول، فإن لغة الأرقام تميل بكل وضوح لصالح العملاق الملكي، الذي فرض هيمنته على المواجهات المباشرة بين الفريقين عبر العقود. منذ أول لقاء جمعهما، لم تكن المنافسة متكافئة، حيث أظهر الميرينجي تفوقًا كاسحًا جعل اسم إسبانيول دائمًا في خانة الضحية أمام بطولات الملكي وسجله الذهبي.

التقى الفريقان في 198 مباراة رسمية عبر مختلف المسابقات، وكان لريال مدريد اليد الطولى في معظمها، حيث حقق 117 انتصارًا مقابل 45 فوزًا لإسبانيول، بينما انتهت 36 مواجهة بالتعادل. ولم يقتصر التفوق المدريدي على النتائج فقط، بل امتد ليشمل الأرقام التهديفية، حيث تمكن لاعبوه من زيارة شباك الفريق الكتالوني 420 مرة، بينما تلقت شباكهم 223 هدفًا فقط. هذه الإحصائيات تعكس مدى الفجوة الكبيرة بين الفريقين، وكيف كان ريال مدريد بمثابة الكابوس لإسبانيول على مدار التاريخ.

ومن بين جميع اللاعبين الذين واجهوا إسبانيول، يبقى راؤول غونزاليس، أسطورة ريال مدريد، الاسم الأبرز في هذه المواجهات، حيث يحمل لقب الهداف التاريخي للمباريات بين الفريقين برصيد 17 هدفًا. راؤول لم يكن مجرد هداف عادي، بل كان دائمًا حاضرًا في اللحظات الكبرى، يمزق شباك إسبانيول بلمساته القاتلة، ويؤكد من جديد أن الريال ليس مجرد فريق، بل هو مؤسسة رياضية تعيش على الانتصارات وتاريخها مليء بالبطولات والمجد.

ورغم محاولات إسبانيول لتقليل الفجوة، إلا أن الفارق ظل واضحًا بين الفريقين. ريال مدريد، بفضل تاريخه العريق، لم يكن يومًا خصمًا سهلًا لأي فريق، فكيف إذا كان المنافس بحجم إسبانيول، الذي لا يمتلك نفس المقومات أو الإنجازات؟ المواجهات بين الطرفين دائمًا ما تكون فرصة جديدة للملكي لمواصلة فرض سيطرته، ولإسبانيول لمحاولة تحقيق مفاجأة تبدو نادرة الحدوث في ظل الهيمنة البيضاء.

باختصار، ريال مدريد لم يكن مجرد منافس لإسبانيول، بل كان عقدته التاريخية، وسجله الحافل يؤكد أن الزمن قد يتغير، لكن الهيمنة الملكية تبقى ثابتة.