ريال مدريد يسقط من عرش الأبطال.. أرسنال يكسر الهيمنة والتاريخ يعيد نفسه

في كرة القدم، هناك فرق تتنافس، وهناك فرق تصنع التاريخ. ثم هناك ريال مدريد، النادي الذي لا يشارك في دوري أبطال أوروبا فقط ليراهن على الفوز، بل ليزرع الرعب في قلوب الجميع لمجرد وجوده. موسم بعد موسم، كان “الملكي” هو الرقم الصعب، المرشح الأزلي، والعقدة التي لا تُفك إلا بمعجزة.
ولكن، ماذا يحدث عندما تهتز الأرض تحت أقدام الملوك؟
في مشهد كروي صادم، كسر أرسنال الإنجليزي الهيمنة المدريدية هذا الموسم، وأطاح بالعملاق الإسباني مبكرًا من ربع نهائي البطولة، في واحدة من أكثر المفاجآت التي ستروى طويلًا في كتب التاريخ الحديث لدوري الأبطال.
ليس سقوط ريال مدريد حدثًا عاديًا. إنه يشبه توقف الشمس عن الشروق ليوم كامل. فكلما خرج الملكي مبكرًا من المنافسة، حدثت أمور مثيرة في بقية البطولة… والأرقام تؤكد أن غيابه عن نصف النهائي كان دائمًا بوابة لأندية أخرى لصنع مجدها، خصوصًا الإنجليزية منها.
لطالما كان ريال مدريد هو قلب دوري أبطال أوروبا النابض، ومع كل نسخة جديدة، تتعلق الأنظار بموعد تتويجه لا بإمكانية خروجه. ومع ذلك، جاءت نسخة هذا العام لتقلب الطاولة رأسًا على عقب.
أرسنال الإنجليزي، الفريق الطموح الذي اعتاد أن يكون ضيفًا شرفيًا في البطولات الكبرى، قرر هذه المرة أن يكون جلادًا للتاريخ.
بثلاثية قاسية ذهابًا، ثم انتصار آخر بهدفين مقابل هدف في قلب معقل البرنابيو، أقصى رجال ميكيل أرتيتا نظيره كارلو أنشيلوتي، ليكتبوا صفحة جديدة في سجلات المعجزات الأوروبية.
هذه الخسارة أعادت سيناريو الغياب الملكي عن نصف نهائي دوري الأبطال، وهو سيناريو نادر الحدوث، إذ أنها المرة الأولى منذ موسم 2019/2020 عندما أوقف مانشستر سيتي طموحات الميرينجي مبكرًا في دور الـ16.
ومنذ أن أعاد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تسمية البطولة إلى “دوري أبطال أوروبا” عام 1992، غاب ريال مدريد عن نصف النهائي في 15 نسخة فقط.
ما المثير؟ أن كلما ابتعد ريال مدريد عن نصف النهائي، كانت الفرق الإنجليزية تحكم قبضتها على الكأس ذات الأذنين.
مانشستر يونايتد فعلها مرتين (1999 و2008)، وليفربول كتب ملحمته الخاصة أيضًا مرتين (2005 و2019)، مستفيدين من غياب العملاق الأبيض.
الأمر لا يتوقف عند الإنجليز فقط. برشلونة، الغريم التقليدي، استغل غياب الملكي لاقتناص لقبين (2006 و2009). أما إيطاليا، فكان لها حضور طاغٍ؛ يوفنتوس أسقط مدريد ثم حمل الكأس عام 1996، بينما خطف ميلان وإنتر ميلان المجد خلال سنوات الغياب الأخرى.
ببساطة، حين يترنح ريال مدريد، يفتح التاريخ أبوابه لآخرين ليصبحوا أبطالًا… لكن السؤال الحقيقي الآن: من سيرث العرش هذا العام بعد السقوط المدوي للملكي؟