ريال مدريد الجديد.. الألقاب ببلاش والهيبة للأبد!
في زمن تحوّلت فيه كرة القدم إلى بورصة مفتوحة، تُقاس فيها القيمة بالأصفار وملايين اليوروهات، ويُقاس فيها النجاح بحجم الشيكات لا الألقاب، اختار ريال مدريد السباحة عكس التيار. النادي الملكي، الذي اشتهر عبر تاريخه بجلب أغلى اللاعبين وبناء فرق الأحلام “الجالاكتيكوس”، غيّر معادلة السوق، وبدأ يُعيد كتابة قواعد اللعبة من جديد—ولكن هذه المرة مجانًا!
اليوم، ترينت ألكسندر أرنولد، أحد أبرز أظهرة العالم، يستعد للانضمام إلى كتيبة ريال مدريد في صفقة انتقال حر، دون أن يدفع النادي يورو واحد لليفربول. ورغم أن الإعلان الرسمي لم يصدر بعد، إلا أن الاتفاق تم، و”ترينت” لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التعاقدات الذكية التي أعادت للنادي هيبته دون فتح خزائنه.
ليس ترينت وحده، فقد سبقته أسماء لامعة إلى البرنابيو بنفس الطريقة؛ كيليان مبابي، النجم الفرنسي الذي خُطف من بين أنياب باريس سان جيرمان، وأنتونيو روديجير الذي ترك تشيلسي من أجل القميص الأبيض. والسر؟ ليس المال، بل التاريخ، المجد، والشعار.
فلورنتينو بيريز، المهندس الأكبر لمشاريع الجالاكتيكوس، بدا وكأنه تعلّم درسًا جديدًا في عالم صفقات المجان. فبعد سنوات من الإنفاق الخرافي، من زيدان إلى كريستيانو، من كاكا إلى بيل، وبعد تجربة غير موفقة مع إدين هازارد، قرر الرجل تغيير الاتجاه، ليُحوّل ريال مدريد من فريق يُلاحق الصفقات الكبرى إلى نادٍ يُخطط ويستهدف المواهب عند نهاية عقودهم.
لكن ريال مدريد ليس وحده. هذا المنهج سبقهم إليه يوفنتوس، حيث صنع جوسيبي ماروتا أسطورته الخاصة عبر صفقات انتقال حر خلدها التاريخ. من أندريا بيرلو الذي استعاد مجده في تورينو، إلى بول بوجبا الذي جاء مجانًا ثم بيع بأغلى صفقة في العالم. ماروتا كرر السيناريو ذاته في إنتر ميلان، من خلال التعاقد مع أسماء ثقيلة دون أن تُكلّف النادي شيئًا، محولًا الإنتر إلى القوة الأولى في إيطاليا.
أما باريس سان جيرمان، فحاول أن يقتفي الأثر، وجلب ميسي، راموس، دوناروما وغيرهم مجانًا. لكن المشروع افتقر للهوية، فاختلطت الأسماء وتغيّر المدربون، ولم يُثمر المال ولا المجان عن اللقب الأغلى: دوري الأبطال.
اليوم، باتت سياسة الصفقات المجانية ليست فقط حيلة مالية، بل فلسفة كروية تعتمد على التوقيت، الذكاء، والمكانة التاريخية. ومن كان يعتقد أن المجد يُشترى فقط، فليلق نظرة على ريال مدريد الجديد؛ الفريق الذي لا يدفع… لكنه ينتصر!



