أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهلي

ممنوع الاقتراب أو التصوير الأهلي و«عُقدة المدرب الأجنبي».. كيف أصبح النجاح مرهونًا بجواز السفر؟

ليس مجرد مقعد فني على خط التماس، بل هو عرش لا يُسلم إلا لمن يحمل «جواز سفر أجنبي». داخل جدران النادي الأهلي، لا يبدو الأمر مرتبطًا فقط بخطط اللعب أو توزيع الأدوار على المستطيل الأخضر، بل بات الاعتقاد راسخًا بأن الهوية الأجنبية للمدرب هي البوابة الأولى نحو الألقاب، والحصن الأخير عند الهزائم. وبين تاريخ حافل من البطولات وتغيرات فنية لا تتوقف، يبقى السؤال: لماذا أصبحت تجربة المدرب الأجنبي أكثر نجاحًا واستقرارًا في قلعة الجزيرة؟ وماذا يخبرنا التاريخ عن من حملوا راية الأهلي من خارج الحدود؟

بين الاستثناء والقاعدة.. تجربة المدرب الأجنبي في الأهلي

على مدار العقود الأخيرة، لم تعد هوية المدير الفني للأهلي أمرًا محل جدل كبير داخل النادي أو بين جماهيره. الإجماع شبه الكامل بات يؤمن بأن المدرسة الأجنبية هي الأقرب لتحقيق الطموحات القارية والمحلية، رغم مرور بعض الأسماء المحلية التي حصدت بطولات وكتبت فصولًا من المجد الأحمر، إلا أن الأرقام والتجربة تؤكد أن النجاح الكامل والهيمنة المطلقة غالبًا ما ترتبط بجنسية لا تمت بصلة لمصر.

وهذا ما يُفسر التوجه الدائم لإدارة الأهلي نحو الأجانب، خاصة في لحظات إعادة البناء أو بعد الإخفاقات الكبرى، فالفكر الأجنبي بات مرتبطًا لدى صناع القرار في القلعة الحمراء بكلمة السر للعودة والانتصار.

مارسيل كولر.. «نهاية باهتة لوصيف الأسطورة»

آخر من ارتدى عباءة المدرب الأجنبي في الأهلي كان السويسري مارسيل كولر، الذي ترك منصبه مؤخرًا بعدما قضى فترة ناجحة نسبيًا، لكنها لم تصل لمستوى التوقعات الكبيرة. كولر حقق 11 بجولة، منها دوري أبطال إفريقيا والدوري الممتاز وكأس مصر، إلا أنه خسر في فترات حاسمة، أبرزها نصف نهائي دوري الأبطال الأخير أمام صن داونز، وبطولتي السوبر الإفريقي، فضلًا عن أداء باهت في العديد من المباريات الكبرى، التي فشل في الفوز بها خلال وقتها الأصلي باستثناء مواجهة العين الإماراتي.

رغم ذلك، يُحسب لكولر أنه ثاني أكثر مدرب أجنبي في تاريخ الأهلي تتويجًا بالألقاب بعد البرتغالي مانويل جوزيه، الذي يُعد أيقونة التدريب في الكرة المصرية، حيث حصد 20 لقبًا، منها 6 دوري أبطال و6 سوبر محلي و4 دوري، بالإضافة لبطولات عربية وقارية أخرى.

جوزيه.. «المعلّم» الذي لا يُضاهى

حين يُذكر اسم مانويل جوزيه، فلا حاجة للتعريف، فهو المدرب الذي أعاد صياغة شخصية الأهلي إفريقيًا، وحوّل الفريق إلى ماكينة انتصارات لا تتوقف. استمر البرتغالي على فترات متقطعة منذ 2001 وحتى 2012، وحقق خلالها ما يشبه المعجزة، ليصبح النموذج الأبرز الذي تُقارن به كل التجارب اللاحقة.

لم يكن جوزيه مجرد مدرب ناجح رقميًا، بل صنع جيلاً ذهبيًا، وخلق حالة فنية وشخصية لا تزال تُحكى حتى الآن، وباتت كل تجربة أجنبية بعده تُقارن به، وأي مدرب يقترب من أرقامه يُنظر إليه كخليفة محتمل.

بيتسو موسيماني.. إفريقي يصنع التاريخ

ومن التجارب اللافتة التي رسّخت الإيمان بالمدرب الأجنبي، جاءت تجربة الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الذي تولى المهمة في توقيت حساس، خلفًا للسويسري فايلر، واستطاع أن يُحقق طفرة كبيرة خلال فترة قصيرة.

قاد موسيماني الأهلي لحصد لقب دوري أبطال إفريقيا مرتين متتاليتين، إضافة للسوبر الإفريقي وبرونزيتين في كأس العالم للأندية، وكانت أبرز محطاته نهائي القرن عام 2020، عندما تفوق على الزمالك في مباراة لا تُنسى، مؤكّدًا أن المدرب الإفريقي يمكنه أن يُدوّن اسمه بين الكبار إذا امتلك الكاريزما والخطة.

هولندي شهير وتجارب عابرة

في 2016، تولى الهولندي مارتن يول تدريب الأهلي، قادمًا بخبرة أوروبية كبيرة من توتنهام وآياكس، ورغم البداية القوية والتتويج بلقب الدوري، إلا أن تجربته لم تدم طويلًا، بسبب تراجع النتائج سريعًا، ورحيله بعد 6 أشهر فقط، تاركًا وراءه الكثير من علامات الاستفهام.

وبعيدًا عن يول، مر على الأهلي عدد كبير من المدربين الأجانب، من مدارس متنوعة مثل خوان كارلوس جاريدو، وتوني أوليفيرا، وجوزيه بيسيرو، وبونفرير، وتسوبيل، وهولمان، وديكسي هاريس، وغيرهم، بعضهم لم يترك أي بصمة تُذكر، بينما حقق آخرون نجاحات محدودة لم تُقنع الجماهير أو الإدارة.

 الأهلي.. والرهان المستمر على الفكر الأجنبي

في النهاية، تظل هوية المدرب الأجنبي داخل الأهلي ليست مجرد اختيار، بل أشبه باستراتيجية واضحة لا يُحيد عنها النادي كثيرًا. ووسط أحاديث متكررة عن المدرب المحلي، تبقى الأرقام والبطولات والانطباعات الجماهيرية دليلاً دامغًا على أن العقلية الأجنبية لا تزال تحكم دفة الفريق فنيًا، حتى إشعار آخر.

ومع رحيل كولر، يبدأ الأهلي فصلًا جديدًا في رحلته مع المدرب الأجنبي، فهل ينجح القادم في تكرار ما فعله جوزيه؟ أم أن القلعة الحمراء بحاجة لكسر القاعدة ولو لمرة واحدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى