أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

من المراوغة إلى التهديف.. هل يصبح حكيمي حل باريس سان جيرمان الهجومي؟

في عالم كرة القدم، لا تقتصر أهمية الأهداف على أنها مجرد أرقام، بل هي مفتاح النجاح والطريق إلى البطولات. وعندما يتعلق الأمر بفريق بحجم باريس سان جيرمان، فإن غياب لاعب مثل كيليان مبابي، الذي كان يمثل قلب الفريق ومصدر تهديده الأول على المرمى، يخلق فجوة كبيرة يصعب ملؤها. منذ انتقال مبابي إلى الدوري الإسباني، كان من الطبيعي أن يكون هناك قلق بين جماهير الفريق حول كيفية تعويض هذا الغياب الكبير. وفي هذا السياق، برز اسم أشرف حكيمي كلاعب محوري في المعادلة التي يبحث عنها المدرب الإسباني لويس إنريكي لتعويض رحيل مبابي، لكن في الوقت ذاته، أرقامه التهديفية لا تزال أقل من المتوقع، مما يطرح تساؤلات حول قدرته على حمل هذا العبء الثقيل.

منذ بداية الموسم، أثبت حكيمي نفسه كأحد أبرز اللاعبين في تشكيلة الفريق الباريسي، سواء من خلال تحركاته المميزة على الجناح الأيمن أو قدرته على تقديم تمريرات حاسمة في الأوقات الحرجة. لا شك أن حكيمي يعتبر من بين اللاعبين الذين يستطيعون صنع الفارق في المباراة، بفضل سرعته الفائقة ومهاراته في المراوغة. كما أن تواجده المستمر في الهجوم يعكس تطورًا كبيرًا في أدواره داخل الملعب، ما جعله لاعبًا لا غنى عنه في استراتيجية إنريكي. لكن مع كل هذه الإيجابيات، تظل أرقام حكيمي التهديفية أقل من طموحات المدرب والجماهير، فبالرغم من كونه أحد أفضل الظهيرين في العالم، إلا أن المعدل التهديفي له لا يتناسب مع حجم التوقعات التي أُوكلت إليه في ظل غياب مبابي.

يبدو أن المدرب الإسباني لويس إنريكي قد وضع خطة طموحة لمواجهة هذا التحدي، حيث قرر توزيع مسؤولية تسجيل الأهداف على عدة لاعبين بدلاً من الاعتماد على نجم واحد، كما كان الحال مع مبابي، الذي كان يحقق معدل أهداف يتجاوز الـ40 هدفًا في الموسم الواحد. وبذلك، أصبح الفريق الباريسي مطالبًا بتوزيع الأهداف بين أربعة لاعبين من بينهم حكيمي، في محاولة لتعويض الرحيل المفاجئ لمبابي. ووفقًا للتقارير، يسعى إنريكي إلى أن يسجل كل لاعب من هؤلاء العشرة أهداف على الأقل، وهو ما يثير التساؤل حول قدرة الفريق على تنفيذ هذه الخطة، خاصة في ظل عدم وجود لاعب بمقدرة مبابي الذي كان يمثل المصدر الرئيسي للأهداف في السنوات الأخيرة.

وفي الوقت الذي يتصدر فيه باريس سان جيرمان الدوري الفرنسي، إلا أن الصحافة المحلية تظل مشككة في نجاح هذا المشروع الجديد حتى الآن. يرى العديد من النقاد أن باريس سان جيرمان لا يزال يعاني من مشكلة في إيجاد لاعب قادر على ملء الفراغ الذي تركه مبابي، ويعتقدون أن الفريق يحتاج إلى تحسن كبير في الجانب الهجومي لضمان النجاح في الموسم الحالي، خاصة في المسابقات الأوروبية. إن الانتقال من الاعتماد على لاعب واحد يتمتع بقدرة استثنائية على تسجيل الأهداف إلى توزيع هذه المسؤولية بين عدة لاعبين يشكل تحديًا حقيقيًا، والكل في الفريق في انتظار أن يظهر أحدهم، مثل حكيمي، في دور الهداف الذي يمكن أن يسهم في تحقيق طموحات الفريق هذا الموسم.

ورغم أن حكيمي ليس مهاجمًا صريحًا، إلا أن دوره الهجومي لا يمكن تجاهله. فهو ليس مجرد لاعب يلتزم بالواجبات الدفاعية، بل هو جزء أساسي من الهجوم، ولديه القدرة على التسجيل من خلال تحركاته السريعة في الثلث الأخير من الملعب. ففي موسمه الرائع مع بوروسيا دورتموند 2019/2020، سجل حكيمي 10 أهداف، مما يظهر أنه قادر على أن يكون أكثر تهديفًا إذا أتيحت له الفرص الكافية. ومع ذلك، تبقى الإحصائيات الحالية مع باريس سان جيرمان متواضعة بعض الشيء، حيث سجل 3 أهداف فقط حتى الآن في جميع المسابقات، وهو ما لا يوازي التوقعات التي كانت تحيط به في ظل الدور الجديد الذي يلعبه في الفريق.

قد يكون ما يعوق حكيمي في الوقت الحالي هو أسلوب اللعب الذي يعتمد بشكل أكبر على التمريرات الحاسمة والتحركات على الأطراف، مما يعني أن فرصه في الوصول إلى المرمى قد تكون أقل مقارنة بالوضع الذي كان عليه مع بوروسيا دورتموند. ومع ذلك، يجب على الفريق الباريسي أن يضع ثقته في حكيمي ويمنحه الفرصة لإظهار إمكانياته الهجومية بالكامل. في النهاية، تبقى الإجابة على هذا السؤال رهينة بعدد من العوامل، مثل تكتيك المدرب، وتفاعل اللاعبين مع بعضهم البعض، وقدرة حكيمي على التكيف مع متطلبات النظام الجديد.

ومع كل هذه التحديات، يبقى حكيمي واحدًا من أبرز الأسماء في الفريق، ومن المتوقع أن يظل أحد اللاعبين الذين يعتمد عليهم باريس سان جيرمان في السعي لتحقيق المزيد من الألقاب هذا الموسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى