“من يسرق التاج؟ صراع العمالقة يشعل جائزة لاعب الموسم في الليغا”

عندما تتحول المستطيلات الخضراء إلى ساحات مجد، وتصبح كل لمسة على الكرة قصيدة تُحفر في الذاكرة، يخرج من قلب الموسم الإسباني سباقٌ من نوعٍ خاص — سباق لا يعترف إلا بالأفضل. إنها اللحظة التي تتوقف فيها الأرقام، ويتحدث فيها الإبداع. جائزة أفضل لاعب في الدوري الإسباني لموسم 2024-2025 تفتح أبوابها لنجوم أضاءوا الليغا بأدائهم، وأشعلوا المدرجات حماسًا، وتركوا بصمتهم في كل شبر من الملاعب.

في إعلان رسمي طال انتظاره، كشفت رابطة الدوري الإسباني عن قائمة المرشحين لجائزة لاعب الموسم، وجاءت محمّلة بالأسماء الثقيلة التي خاضت معركة المجد على مدار موسم كان من بين الأكثر إثارة في السنوات الأخيرة. برشلونة، رغم كل الضغوط والتقلبات، وضع أربعة من أبنائه في قلب الترشيحات، في رسالة صريحة: الفريق الكتالوني لا يزال مصنعًا للنجوم، وخطيرًا حين يتعلق الأمر بالمنافسة.

نجوم البلوغرانا… في دائرة الضوء
الرباعي الكتالوني يتقدمهم الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي أنهى موسمه في المركز الثاني في سباق الحذاء الذهبي برصيد 27 هدفًا خلال 34 مباراة، ليؤكد أنه لا يزال ماكينة أهداف لا تعرف التوقف. إلى جانبه، تألق البرازيلي رافينيا الذي أمطر الخصوم بـ18 هدفًا وأضاف 11 تمريرة حاسمة، موقعًا على 29 مساهمة تهديفية مبهرة في 36 مباراة.

أما لامين يامال، الجوهرة التي يتغنى بها الكامب نو، فقد كتب فصله الخاص من المجد رغم صغر سنه، بمشاركته في 24 هدفًا (9 أهداف و15 تمريرة حاسمة) خلال 35 مباراة، ليؤكد أنه ليس مجرد موهبة صاعدة بل مشروع أسطورة قادمة.

ولا يكتمل الحديث دون ذكر بيدري، دينامو الوسط، والذي رغم الإصابات والضغوط، حافظ على مستواه وشارك في 37 مباراة قدم خلالها أداءً متزنًا وأثرى رصيد الفريق بـ4 أهداف و5 تمريرات حاسمة.

الخصوم لا يرحمون… والملكي في الموعد
لكن المنافسة على الجائزة لن تكون نزهة، فريال مدريد يحشد ثقله بثلاثة نجوم من العيار الثقيل: الوافد الفرنسي كيليان مبابي، وعبقري الوسط جود بيلينجهام، والساحر البرازيلي فينيسيوس جونيور. كما يشق طريقه نجم بيتيس إيسكو، بعودة قوية أبهرت المتابعين، ويظهر أوهيان سانسيت لاعب بلباو كأحد المفاجآت السارة لهذا الموسم.

الحسم؟ مؤجل لليلة التتويج
في انتظار الحفل الختامي الرسمي للدوري الإسباني، تُطرح الأسئلة الكبرى: من يسرق التاج؟ من سيُحفر اسمه في الذاكرة الذهبية لليغا؟ الأمر بيد لجنة التحكيم، لكن صوت الجماهير سيبقى الأعلى في ذاكرة هذا السباق الناري.