أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

من يقود سفينة مدريد بعد أنشيلوتي؟ ثلاثة مدربين على رادار الملكي لإعادة الهيبة المفقودة

ريال مدريد، النادي الذي اعتاد التتويج لا التبرير، يجد نفسه الآن عند مفترق طرق. موسم مخيب للآمال مرّ كالسيف على رقاب الجماهير العاشقة، لا دوري أبطال، لا كأس ملك، ولا حتى تفوق على العدو الأزلي برشلونة. الكل يسأل: ماذا يحدث في القلعة البيضاء؟ والأهم: من سيُصلح ما أفسده الموسم؟

الأنظار كلها تتجه نحو كارلو أنشيلوتي، العجوز الإيطالي الذي كتب تاريخه في البرنابيو، لكن يبدو أن فصول الحكاية تقترب من النهاية. فخلافاته مع الإدارة، وتذبذب الأداء، وفشل الفريق في المحطات الكبرى، دفعت إدارة فلورنتينو بيريز لإعادة التفكير. والآن، السؤال الكبير: من يخلف أنشيلوتي على العرش الأبيض؟

في هذا التقرير نُسلط الضوء على ثلاثة مرشحين يُثيرون جدلًا واسعًا في أروقة النادي وبين الجماهير، ونحاول تحليل فرص كل منهم في قيادة ريال مدريد، مع الأخذ في الاعتبار شخصية المدرب، فلسفته التكتيكية، قدرته على التعامل مع النجوم، وعلاقته المحتملة مع بيريز نفسه.

تشابي ألونسو.. من نجم في البرنابيو إلى حلم مدرب؟

تشابي ألونسو، أحد أبنــاء النادي السابقين، وأحد أبرز النجوم الذين مرّوا على وسط ملعب ريال مدريد، عاد إلى الساحة من بوابة التدريب، وهذه المرة كمرشح لقيادة الفريق الأول. ما حققه مع باير ليفركوزن في ألمانيا مثير للإعجاب: تنظيم، شراسة، تطور ملحوظ في الأداء الجماعي والفردي، وقبل كل ذلك، عقلية متزنة وواضحة.

لكن التحدي في مدريد مختلف. ريال مدريد ليس ليفركوزن، ونجومه ليسوا مجرد لاعبين شباب يبحثون عن فرصة. هنا الحديث عن غرفة ملابس ممتلئة بكبار النجوم: مبابي (المتوقع قدومه)، فينيسيوس، بيلينغهام، كورتوا، رودريجو، وغيرهم. هنا كل نظرة، وكل قرار، وكل تبديل، قد يشعل عاصفة.

ألونسو يفضّل طريقة 3-4-3، وهي فلسفة غريبة على هوية مدريد الحديثة. هل سيُصر عليها؟ أم يُغيّر قناعاته ليندمج مع بيئة لا ترحم؟

كما أن الفارق كبير بين زيدان وألونسو، رغم التشابه في الانطلاقة. زيزو صعد من شباب مدريد، عمل مساعدًا لأنشيلوتي، وكان أقرب لغرفة الملابس. أما تشابي، فيأتي من تجربة ألمانية ناجحة، لكن بلا احتكاك مباشر مع اللاعبين الذين سيتولى مسؤوليتهم.

هو خيار رومانسي وجذاب، لكنه في النهاية، مغامرة. والسؤال هنا: هل ريال مدريد في هذه المرحلة يتحمل مغامرة؟

ماسيميليانو أليغري.. رجل “الإدارة أولًا”

أليغري ليس مجرد مدرب، بل هو “ابن النظام” في عالم كرة القدم. في ميلان ويوفنتوس، تعامل مع إدارات تتحكم في أدق التفاصيل، ولم يدخل في صدامات، حتى عندما كانت القرارات تقضي بالتخلي عن نجوم الصف الأول.

هذه الميزة بالتحديد، تجعل اسمه يطفو على سطح ترشيحات ريال مدريد. فلورنتينو بيريز يحب أن يُمسك بزمام الأمور، وأليغري لا يمانع. رجل يقبل المتاح، يطور ما لديه، ويصنع نتائج محترمة بإمكانيات محدودة.

لكن، هل أليغري هو من يصنع الفرق حقًا؟ في نهائي كارديف 2017، انهار فريقه في الشوط الثاني أمام ريال مدريد، وسط خلافات في غرفة الملابس مع بونوتشي وألفيش، وهي نقطة تُحسب ضده. لكنّه مع ذلك، عاد إلى يوفنتوس في 2021، واستمر رغم الانتقادات، ما يعكس قدرته على التعامل مع الضغوط.

أليغري يعرف كيف يُدير النجوم، لكنه قد لا يُقدّم كرة القدم الجذابة التي تعشقها جماهير البرنابيو. هو مدرب نتائج، أكثر من كونه صانع هوية.

وإذا كان بيريز يبحث عن مدرب ينفّذ ولا يعترض، ويُحافظ على هيبة الاسم دون المطالبة بثورات، فربما يكون أليغري هو الرجل المناسب.

يورغن كلوب.. الفيلسوف الذي يصنع النجوم

من بوروسيا دورتموند إلى ليفربول، يورغن كلوب لم يكن مجرد مدرب. هو مشروع يمشي على قدمين، يُعيد صياغة الفرق، ويخلق من اللاعبين العاديين أساطير جماهيرية.

تحت قيادته، تحوّل محمد صلاح إلى نجم عالمي، وفيرمينو إلى قلب ليفربول النابض، وساديو ماني إلى ماكينة أهداف لا تتوقف. صنع دفاعًا شرسًا بقيادة فان دايك، وجعل من أليسون بيكر أفضل حارس في العالم، بعد أن كان بديلًا لتشيزني في روما.

لكن أهم ما يميّز كلوب، هو سيطرته على غرف الملابس. لا يتحدث كثيرًا، لكنه يُدير الأزمات بحنكة نادرة. لم نسمع عن فضائح أو صراعات علنية، حتى عندما كانت “غيرة النجوم” بين صلاح وماني تهدد الفريق، تعامل مع الأمر كأب، لا كمدرب.

كلوب يُحب الضغط العالي، اللعب العمودي، والطريقة 4-3-3 التي تتماشى تمامًا مع نوعية لاعبي ريال مدريد الحاليين. بل إنه كان يُلاحق لاعبين مثل تشواميني وكامافينجا ومبابي قبل انضمامهم إلى الملكي، وهو ما يعكس تطابق الرؤية الفنية.

التحدي هنا، أن كلوب لم يسبق له تدريب نادٍ يُطالب بالفوز فورًا. في مدريد، لا يوجد وقت للتجارب أو البناء البطيء. لكن كلوب، بشخصيته الكاريزمية وفلسفته الشاملة، قد يكون من القادرين على جعل هذا الفريق ماكينة بطولات من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى