أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهلي

مواقف جوزيه الصارمة.. عندما اصطدمت النجومية بالنظام

كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي منظومة قائمة على الالتزام والانضباط قبل الموهبة. في مسيرة البرتغالي مانويل جوزيه، المدرب الأسطوري للنادي الأهلي، وقعت العديد من المواقف التي كشفت عن صرامته ورفضه التهاون مع أي تجاوز، حتى لو كان من أحد أبرز لاعبي الفريق. إحدى هذه الحكايات تتعلق بالحارس الكبير عصام الحضري، والذي لم يكن، في نظر جوزيه، القائد المثالي رغم موهبته الاستثنائية.

شارة القيادة والحضري.. بداية الخلاف

كان جوزيه يؤمن أن قائد الفريق يجب أن يتمتع بصفات قيادية وإنسانية خاصة، لكن قوانين كرة القدم المصرية التي تمنح شارة القيادة لأقدم اللاعبين فرضت على المدرب التعامل مع الحضري كقائد للفريق، يقول جوزيه: “لم أكن أراه مناسبًا أبدًا لهذا الدور، وكنت ألاحظ ذلك في مواقف عدة أثبتت صحة نظرتي.”

أحد أبرز المواقف كان رفض الحضري التبرع بجزء من مكافأة بطولة إفريقية للفقراء والأيتام، وهو قرار اتفق عليه جميع اللاعبين. رغم إصرار جوزيه على أهمية توحيد الصف، بقي الحضري معارضًا حتى أجبره المدرب على الالتزام بالقرار الجماعي.

تمرد صامت وعقوبات رادعة

رغم أن الحضري كان ركيزة أساسية في انتصارات الأهلي، إلا أن جوزيه لم يتوان عن فرض العقوبات المالية عليه كلما خالف قواعد النظام، لكن ما ميز الحضري عن بقية اللاعبين هو “تمرده الصامت”، إذ كان يعترض على العقوبات بشكل مستتر بعيدًا عن عيون الجهاز الفني.

جاءت اللحظة الحاسمة عندما جلس الحضري احتياطيًا في مباراة ضد الإسماعيلي، حيث أظهر عدم اكتراثه بمصلحة الفريق، هذا التصرف أثار استياء جوزيه ودفعه للتفكير جديًا في إبعاد شارة القيادة عنه، لكنه قرر الانتظار حتى تتوفر الأسباب الواضحة أمام الجميع.

مباراة اتحاد العاصمة.. القشة التي قصمت ظهر البعير

في مباراة ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2005 أمام اتحاد العاصمة الجزائري، تأكدت شكوك جوزيه حول عدم أهلية الحضري للقيادة. يقول المدرب: “شعرت بأن قائد الفريق كان متخاذلًا في الأداء واستهتر في أكثر من موقف.” أخطر تلك اللحظات كانت احتساب ركلة جزاء ضد الأهلي بعد تصرفات غريبة من الحارس. رغم تقدم الفريق وتقديمه مباراة قوية، انتهت المواجهة بالتعادل 2-2.

بعد المباراة، وصف جوزيه ما حدث بأنه “عدم أمانة”، ولم يتردد في اتخاذ قرار صارم. في سابقة هي الأولى في تاريخه التدريبي، انتقد جوزيه الحضري بالاسم في المؤتمر الصحفي وحمله مسؤولية فقدان الفوز. كما أعلن عزله من منصب قائد الفريق ونقل شارة القيادة إلى شادي محمد.

رؤية جوزيه.. النظام فوق الجميع

رغم موهبة الحضري ودوره المهم في تحقيق انتصارات الأهلي، كان جوزيه يضع النظام والانضباط فوق كل اعتبار. يؤمن المدرب البرتغالي أن الفريق الناجح لا يمكن أن يقوده شخص يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الفريق.

هذه القصة تلخص فلسفة جوزيه في القيادة، وتكشف عن صرامته في فرض النظام حتى على اللاعبين الأكثر تأثيرًا في الفريق. فرغم أن الحضري قدم الكثير للأهلي، إلا أن تصرفاته دفعت جوزيه لاتخاذ قرارات جريئة تضع مصلحة الفريق فوق أي شيء آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى