ستيف كالزادا يتحدث لأول مرة عن رحيل نيمار عن الهلال: كان الحل الأمثل لكل الأطراف!

صرح الإسباني ستيف كالزادا، الرئيس التنفيذي لنادي الهلال السعودي، أن رحيل النجم البرازيلي نيمار كان الحل الأمثل لجميع الأطراف، مشيرًا إلى أن النادي كان متأسفًا لعدم تمكنه من الاعتماد عليه بسبب إصابته بتمزق في الرباط الصليبي فور انضمامه إلى الفريق.

رحيل نيمار وقرار الهلال

في مقابلة مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية، على هامش مشاركته في أحد المعارض الرياضية في مدينة هامبورغ، أوضح كالزادا أن الهلال يسعى دائمًا لضم لاعبين قادرين على تقديم أقصى مستوى من الأداء، وبالرغم من القيمة التسويقية الكبيرة التي أضافها نيمار للنادي، فإن الأداء الرياضي يظل الأولوية القصوى؛ وأضاف:
“توصلنا إلى استنتاج مفاده أن نيمار لم يعد قادرًا على تقديم المستوى الذي كنا نطمح إليه.”

وعند سؤاله عن مستقبل نيمار وإمكانية لعبه في البرازيل، أوضح كالزادا أن المسألة لا تتعلق بعدم قدرة اللاعب على اللعب، وإنما بشدة المنافسة داخل الهلال، حيث يضم الفريق عددًا محدودًا من اللاعبين الأجانب الذين يقدمون أداءً متميزًا، مؤكدًا أن نيمار لم يكن في المستوى الذي يحتاجه النادي لتحقيق أهدافه مثل التتويج بالدوري السعودي، دوري أبطال آسيا، والوصول إلى أبعد مدى ممكن في كأس العالم للأندية.

مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية

حول مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية، شدد كالزادا على أن النادي لن يذهب هناك لمجرد تبادل القمصان، بل يعتبر البطولة واحدة من أهم أولويات الموسم، حيث تمثل فرصة مثالية لتسليط الضوء على نادٍ فريد من نوعه عالميًا.

ماذا قدم نيمار للهلال؟

عند الحديث عن الفوائد التي جلبها نيمار للنادي، أوضح كالزادا أن اللاعب البرازيلي منح الهلال رؤية عالمية، بفضل شعبيته الكبيرة على مستوى العالم، وهو ما انعكس على منصات التواصل الاجتماعي. وأردف:
“قبل نيمار كان لدينا حوالي 15 مليون متابع، والآن تجاوزنا 40 مليون متابع، وبقوا معنا. هذه الأرقام مهمة للغاية، خاصة أن 60% من سكان المملكة هم تحت سن الثلاثين، ويقضون معظم وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.”

أسلوب العمل في الأندية السعودية

تحدث كالزادا عن التغيرات في طريقة عمل الأندية السعودية، موضحًا أن الهلال يعمل بشكل مستقل ومستدام اقتصاديًا، دون ديون أو خسائر. وأضاف أن النادي يضم 300 موظف، وحجم أعماله يبلغ 250 مليون يورو، وهو ما يجعله ضمن أكبر الأندية عالميًا، حيث سيكون في المراكز الثلاثة الأولى من حيث الإيرادات في إسبانيا، بعد ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد.

المواهب الأوروبية الشابة والدوري السعودي

ردًا على سؤال حول انتقال المواهب الأوروبية الشابة إلى الدوري السعودي، مثل أوناي هيرنانديز إلى الاتحاد وجابري فيغا إلى الأهلي، أشار كالزادا إلى أن الهلال أيضًا استقطب لاعبين شباب مثل ماركوس ليوناردو وكايو سيزار من البرازيل. وأوضح أن هذا التوجه ليس فقط استراتيجيًا، وإنما جاء نتيجة تعديل القوانين التي سمحت بإضافة لاعبين أجنبيين تحت 21 عامًا لكل نادٍ، مما ساهم في تحسين جودة الفرق.

أما عن صعوبة إقناع المواهب الشابة بالانتقال إلى السعودية، أكد كالزادا أن المال يعد عاملًا مهمًا، لكنه ليس السبب الوحيد، مضيفًا أن انتقال العديد من اللاعبين الكبار إلى الدوري السعودي سهّل من عملية جذب اللاعبين الشباب أيضًا؛ وأشار إلى أن وجود نجوم مثل بونو، روبن نيفيز، مالكولم، ميلينكوفيتش سافيتش، ميتروفيتش، وكانسيلو، ساعد كثيرًا في تعزيز جاذبية الدوري، خاصة مع مشاركة عشرة لاعبين من الدوري السعودي في يورو 2024.

استدامة المشروع السعودي

تطرق كالزادا إلى مستقبل الدوري السعودي، متسائلًا عما إذا كان كريستيانو رونالدو يبالغ عندما قال إن الدوري السعودي أفضل من الفرنسي لكنه أكد أن الإمكانات المتاحة كبيرة، والشغف بكرة القدم في المملكة ضخم، مع استمرار الاستثمار في البنية التحتية استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2034.

كما أشار إلى أن السعودية تشهد تطورات سريعة، مستشهدًا بإطلاق فريق نسائي في الهلال، وزيارة أحد ممثلي الأندية الألمانية الكبرى، الذي كان ناقدًا مسبقًا لكنه غيّر رأيه بعد رؤية التطور الكبير على أرض الواقع وأوضح أن استقطاب النجوم لا يقتصر فقط على كرة القدم، بل يشمل رياضات أخرى مثل الغولف والتنس.

هل هناك صفقات كبيرة قادمة؟

عند سؤاله عما إذا كان الدوري السعودي سيشهد صفقات ضخمة جديدة كما حدث في صيف 2023، أجاب كالزادا بأن الأمر غير مؤكد، لكنه أكد أن الأندية الكبيرة مثل الهلال لا تتوقع بالضرورة حدوث تعاقدات ضخمة في الفترة المقبلة.