أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

ميسي في عين العاصفة.. هل يتحول حلم ميامي إلى كابوس جديد؟”

في ملاعب الشمس والورديّات، حيث كان يُفترض أن يعيش ليونيل ميسي الفصل الأخير الأجمل في رحلته الكروية، بدأ الحلم يتحول تدريجيًا إلى نسخة باهتة من كابوس باريس. في ميامي، المدينة التي كانت تنتظر سحر البرغوث ليقودها إلى أمجاد محلية وقارية، يعيش الأسطورة الأرجنتيني أيامًا معقدة، وسط تراجع جماعي حاد لفريق إنتر ميامي، وانهيار دفاعي وهيكلي يثير الكثير من الأسئلة ولا يقدم أي إجابات.

الفريق الذي بدأ موسمه بقوة، وكأن العالم سيفتح له ذراعيه، تلقى مؤخرًا صفعة قاسية بالخروج من دوري أبطال الكونكاكاف، تلتها هزيمة مهينة برباعية من مينيسوتا، لم تكن مجرد خسارة ثقيلة، بل إهانة علنية بعد السخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، في تعليق وصف الفريق بـ”نادي الوردي المزيف”، ما أشعل غضب ديفيد بيكهام وحرّك تساؤلات أعمق عن مستقبل المشروع بأكمله.

ورغم أن ميسي لا يزال يتألق فرديًا ويصنع الفارق بأهدافه ولمساته، إلا أن الواقع يقول إن كرة القدم لا تُلعب منفردة، وإن الخلل في المنظومة أكبر من أن يُرمم بعبقرية لاعب واحد. من باريس إلى ميامي، يبدو أن ميسي عالق في تكرار مأساوي، حيث الاسماء الرنانة تفشل أمام سوء البناء، وسحر النجوم يُغرقه الضعف التكتيكي والفوضى الإدارية

ميامي تغرق.. والماضي يطارد الحاضر

كما لو أن التاريخ يعيد نفسه، يجد ميسي نفسه وسط دوامة من التراجع الجماعي، حيث لا تكفي لمسات السحر الفردية لتغطية ثقوب دفاعية واضحة ومشاكل تكتيكية صارخة. إنتر ميامي، الذي استقطب ميسي وسواريز وألبا لخلق “برشلونة مصغّرة”، اصطدم بواقع مختلف تمامًا؛ فريق بلا توازن، وسط مهلهل، ودفاع يُفتح ككتاب في منتصف عاصفة.

في اللقاء الكارثي أمام مينيسوتا، تلقى الفريق أربعة أهداف أظهرت مدى هشاشة الخط الخلفي، وعجز الفريق عن مجاراة أسلوب اللعب المباشر، تمامًا كما حدث أمام أتلانتا في الموسم الماضي. ولم تكن الخسارة فقط في النتيجة، بل في الطريقة، في غياب الروح، وفي السخرية العلنية التي تبعتها.

مدرب الفريق، خافيير ماسكيرانو، وجد نفسه في مرمى الانتقادات، خصوصًا بعد إعلانه تحمّل المسؤولية الكاملة لما حدث، قائلًا: “إذا انخفض أداء اللاعبين، فهذا خطئي. يعني أنني لم أنجح في إيصال رسالتي”. ورغم محاولاته لإيجاد توازن في التشكيلة، إلا أن الأداء الجماعي يُظهر أن هناك خللًا لا يُحلّ بمجرد تبديل تكتيكي.

بداية الموسم كانت واعدة: ثمانية مباريات دون هزيمة، أداء هجومي رائع، وتصدر مؤقت للمنطقة الشرقية. لكن هذه البدايات لم تصمد أمام ضغط الجدول وتكتيكات الخصوم. فانكوفر أطاح بميامي من دوري أبطال الكونكاكاف عبر استغلال عمق الدفاع، ومينيسوتا ضربت بقوة بلا رحمة.

الأنباء تتحدث عن رغبة النادي في ضم كيفين دي بروين وأنخل دي ماريا، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل كأس العالم للأندية. لكن جماهير الفريق بدأت تُدرك الدرس القاسي: لا تكفي الأسماء الكبيرة إن لم يكن هناك مشروع كروي واضح، وهيكل إداري وفني يليق بالطموحات.

ليونيل ميسي، الذي جاء إلى ميامي ليختم مسيرته بمذاق المجد الأمريكي، قد يجد نفسه عالقًا في نسخة جديدة من “فريق كبير بلا روح”. وبينما تُكتب فصول الموسم بتسارع، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينقذ إنتر ميامي ما تبقى من موسمه، أم أن النهايات السعيدة ليست سوى أسطورة جديدة تضاف إلى أرشيف خيبات الساحر الأرجنتيني في محطات ما بعد برشلونة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى