نيمار بين الاحتفالات والانتقادات.. نجم يثير الجدل مجددًا

لا يمكن ذكر اسم نيمار دون أن يكون الجدل جزءًا من الحديث، فالنجم البرازيلي دائمًا ما يجد نفسه في قلب العاصفة، سواء بأدائه في الملعب أو حياته الشخصية. هذه المرة، عاد لاعب سانتوس ليشعل وسائل الإعلام والجماهير بعد حضوره مهرجان ريو دي جانيرو الشهير، بينما كان فريقه يخوض مباراة نصف نهائي بطولة ولاية ساو باولو ضد كورينثيانز، والتي انتهت بخسارة فريقه 2-1.
ما زاد الطين بلة أن نيمار لم يشارك في المباراة مدعيًا تعرضه لإصابة طفيفة، لكنه ظهر في صور ومقاطع فيديو وهو يحتفل في السامبودروم قبل أيام قليلة من المواجهة، مما أثار تساؤلات حول مدى التزامه تجاه فريقه.
الإعلام البرازيلي يفتح النار على مسمار
الإعلام البرازيلي لم يكن متسامحًا مع تصرفات نيمار، ووجه انتقادات لاذعة للاعب الذي لطالما وُصف بأنه موهبة استثنائية، لكنها لا تواكبها عقلية احترافية صارمة. الصحفي والمعلق الشهير والتر كاساجراندي جونيور لم يتردد في الهجوم عليه، قائلاً:
“لقد اختار الكرنفال بدلًا من نصف النهائي. هذا هو نيمار الذي نعرفه في السنوات الخمس أو الست الأخيرة، يفضل المتعة والاحتفالات على حساب الاحترافية.”
تصريحات كاساجراندي جاءت انعكاسًا لغضب الجماهير، التي شعرت بأن نجمها الأول لم يعطِ الفريق الأولوية في لحظة حاسمة من الموسم، خاصة أن سانتوس كان في حاجة ماسة إلى قوته الهجومية أمام كورينثيانز.
سانتوس يحاول تهدئة العاصفة
وسط تصاعد الانتقادات، حاول نادي سانتوس الدفاع عن نجمه عبر نشر مقطع فيديو لنيمار وهو يبكي في غرفة الملابس قبل المباراة، موجهًا رسالة عاطفية لزملائه، قال فيها:
“إذا استطعتم، ركضوا من أجلي. أتمنى لو كنت معكم وأركض من أجلكم جميعًا. لا تعلمون كم أنا يائس من الداخل.”
هذه الكلمات كانت محاولة لإظهار أن نيمار لم يكن سعيدًا بغيابه، وأنه كان يعاني بالفعل من إحباط شديد بسبب عدم قدرته على مساعدة فريقه.
نيمار يرد على الانتقادات
نيمار لم يصمت أمام الهجوم الإعلامي، وسارع إلى تبرير موقفه عبر حسابه على إنستجرام، حيث كتب:
“كل ما أردت هو التواجد على أرض الملعب ومساعدة زملائي بأي شكل. لكن يوم الخميس الماضي شعرت بعدم ارتياح منعني من اللعب. أجرينا اختبارًا صباح المباراة، وأحسست بنفس الانزعاج مرة أخرى.”
تصريحاته جاءت في محاولة لتبرئة نفسه من الاتهامات بعدم الجدية، مؤكدًا أن غيابه كان بسبب ظروف طبية وليس لرغبته في الاحتفال بالمهرجان.
دفاع الجهاز الفني والإدارة عن نيمار
مدرب سانتوس، بيدرو كايشينيا، دعم لاعبه في تصريحاته، حيث قال:
“كان مجرد انزعاج بسيط، لكنه منعه من المشاركة. لقد طلبت منه أن يكون مع الفريق على مقاعد البدلاء، وقد وافق على ذلك. إنه لاعب مختلف، لديه طاقة مذهلة، وقد عانى كثيرًا لعدم قدرته على المشاركة في المباراة.”
أما رئيس النادي، مارسيلو تيكسيرا، فأوضح أن قرار غياب نيمار كان احترازيًا، مشددًا على أن النادي لم يرغب في المخاطرة به، قائلًا:
“لقد فهمنا أنه لا يجب المخاطرة به. ليس الأمر متعلقًا بالمنتخب الوطني، بل بحالته البدنية. إنه في مرحلة تعافٍ، وعلينا أن نتفهم ذلك.”
نيمار.. نجم في قلب العاصفة دائمًا
سواء كان محقًا أم لا، يبقى نيمار شخصية مثيرة للجدل لا يمكن فصلها عن الأضواء. موهبته الفذة جعلته من أبرز اللاعبين في جيله، لكن سلوكه خارج الملعب يضعه دائمًا في دائرة الانتقادات. ربما يكون الاحتفال بالمهرجان مجرد صدفة سيئة التوقيت، وربما يكون جزءًا من شخصية نيمار التي لا يمكن التنبؤ بها. في كل الأحوال، يظل السؤال مطروحًا: متى سيضع نيمار الاحترافية فوق كل شيء؟