هيمنة العالمي وندية بنكهة المفاجآت.. حكاية مواجهات النصر والقادسية عبر السنين

في كرة القدم، لا تُقاس المباريات فقط بعدد الأهداف أو دقائق اللعب، بل تُكتب بعض المواجهات بسطور من الحكايات والدراما والإثارة، وتبقى محفورة في ذاكرة الجماهير مهما مرت السنوات. من بين تلك المواجهات التي تحمل طابعًا خاصًا في الكرة السعودية، تأتي لقاءات النصر والقادسية، التي رغم تفاوت القوى بين الطرفين في بعض المراحل، فإنها لم تخلُ يومًا من الندية واللحظات التاريخية.
النصر، أو “العالمي” كما تحب جماهيره أن تُلقبه، عرف طريقه إلى الانتصارات في هذا الديربي المصغر في 20 مناسبة، من أصل 36 مواجهة رسمية جمعت الفريقين عبر التاريخ، ليؤكد تفوقه الواضح في سجل المواجهات المباشرة. لكنّ القادسية، الفريق العنيد القادم من الخبر، لم يكن لقمة سائغة، حيث نجح في تحقيق الفوز على النصر في 11 لقاءً، وأجبره على التعادل في 5 مباريات، ما يعكس ندية واضحة كلما التقى الفريقان.
ما يميز هذه المواجهات أنها كثيرًا ما شهدت تقلبات غير متوقعة؛ ففي الوقت الذي يدخل فيه النصر اللقاءات بثوب البطل المرشح، يفاجئه القادسية بأداء رجولي وروح قتالية تفرض الاحترام. وشهدت هذه اللقاءات أهدافًا حاسمة، وطردًا مثيرًا، وتصريحات نارية، وأحيانًا لحظات مجنونة حسمت الأمور في الدقائق الأخيرة.
اليوم، وبينما يعيش النصر مرحلة ازدهار فني واستقرار إداري جعله من أقوى الفرق في المنطقة، يبحث القادسية دائمًا عن لحظاته التاريخية في مثل هذه المواجهات، مستلهمًا من الماضي عزيمته لإعادة كتابة الحاضر.
في النهاية، تبقى لقاءات النصر والقادسية شاهدة على أن الأرقام لا تُلغي الإثارة، وأن التاريخ لا يُنسى في ملاعب الكرة السعودية.



