وسام أبو علي.. مهاجم لا يُشبه أحد

.بكل صدق، لم أعد أتذكر آخر مرة شعرت فيها أن الأهلي يمتلك مهاجمًا استثنائيًا بحق. مهاجم لا يُشبه ما اعتدناه، لا يشبه من يضيع أكثر مما يسجل، ولا من يعيش على فتات العرضيات، بل مهاجم يشعرني مع كل لمسة أنه أقرب للمرمى من أي مدافع، وأنه قادم من مدرسة كروية أخرى، أوروبية الطابع، صارمة في تنفيذ المهام، وشرسة في تحقيق الهدف.

وسام أبو علي، بالنسبة لي، ليس مجرد صفقة ناجحة أو مهاجم هداف، بل هو حالة فريدة في كرة القدم المصرية. في كل مرة أراه داخل الملعب، أشعر أن الأهلي استعاد هيبته الهجومية، وأننا لسنا بحاجة للبحث خارج القارة عن رأس حربة يُجيد التسجيل من أول لمسة، أو من نصف فرصة. وسام يُسجل بالثلاثة والأربعة، لا يخشى التحدي، لا يخاف الأضواء، والأهم: لا يتوقف عن التطور.

في البداية، اعتراني شك كبير. وقلت في نفسي: “ربما يلمع قليلاً ويختفي، كما فعل محمد شريف من قبله”، لكن وسام كذب توقعاتي، وأثبت لي – ولغيري – أنه ليس لاعب الموسم الواحد، بل مشروع أسطورة حقيقية إن واصل السير بنفس الإصرار.
إنه ليس المهاجم الذي يعيش على ذكريات هدف أو اثنين، بل لاعب يُعيد تعريف دور رأس الحربة في الأهلي. مهاجم يتحرك بذكاء، يضغط، يخلق فرصًا لزملائه، يسجل من وضعيات معقدة، ويجعل المدافعين يعيشون كابوسًا طوال المباراة.

أعلم جيدًا أن المقارنات ظالمة أحيانًا، لكني لا أستطيع كتم إحساسي بأنه يتفوق – في بعض الجوانب – على أسماء كبيرة مرّت على هذا النادي. نعم، لا يزال الطريق طويلًا، وربما يهاجمني البعض لأني وضعته فوق متعب أو فلافيو، لكني مؤمن بأن من يُشاهد وسام بعين صافية، سيشعر مثلي بأنه “شيء مختلف”، شيء يستحق أن نراهن عليه.

لكن هنا يكمن الخوف لاعب بهذه الإمكانيات، وبهذا الحضور الذهني والبدني، سيكون مطمعًا للجميع، وسنجد العروض تنهال عليه، خصوصًا لو تألق في كأس العالم للأندية. وحينها، سيواجه وسام القرار الأصعب: الاستمرار في صناعة مجده داخل القلعة الحمراء، أم الاستسلام لإغراءات المال والخارج؟
وأتمنى – من كل قلبي – أن يختار التاريخ، لا الرصيد البنكي.

وسام أبو علي ليس فقط مهاجمًا يُسجل، بل مهاجم يعيد لنا الإحساس بأن الأهلي يمكنه أن يصنع مهاجمين بحجم طموحات جماهيره.
وإذا استمر على هذا النسق، فليس من المبالغة القول إنه سيكون أحد أعظم من لعبوا في هذا المركز، لا في الأهلي فحسب، بل في تاريخ الكرة المصرية كلها.