أهم المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

22 عامًا من العبقرية والتغيير: كيف صنع آرسين فينجر أسطورة أرسنال وودّعها بدموع المجد

 

في 20 أبريل 2018، دوّى إعلان لم يكن عاديًا في أوساط الكرة العالمية: آرسين فينجر، الرجل الذي تحوّل إلى رمز في أرسنال، يضع نهاية لرحلة امتدت لأكثر من عقدين من الزمن. لم يكن مجرد إعلان رحيل مدرب عن فريقه، بل نهاية حقبة أعادت تشكيل ملامح نادٍ بأكمله، وغيّرت وجه كرة القدم الإنجليزية.

22 عامًا قضاها المدرب الفرنسي في مقعد القيادة الفنية لـ”الجانرز”، لم تكن فقط مليئة بالبطولات والأرقام، بل أيضًا محفوفة بالثورات التكتيكية، والتحولات الجذرية، والذكريات التي يصعب تكرارها.

بداية مشوّشة وتحول إلى أسطورة

حين أعلن أرسنال في سبتمبر 1996 عن تعيين مدرب فرنسي قادم من اليابان، سادت علامات الاستفهام والدهشة. من هو هذا الرجل الذي لا يعرفه الإعلام الإنجليزي؟ ولماذا التعاقد مع مدرب لم يسبق له أن درّب في واحدة من الدوريات الكبرى؟

لكن فينجر لم يحتج للكثير من الوقت ليقلب تلك الشكوك إلى إعجاب. فمع أولى لمساته، بدأ النادي يتغيّر من الداخل: مناهج غذائية حديثة، تدريبات بدنية مبتكرة، وانضباط صارم داخل غرف الملابس. كل هذا مهّد الطريق لإنجاز تاريخي في موسمه الثاني فقط، عندما حقق الثنائية المحلية في 1997-1998، ليصبح أول مدرب أجنبي يحقق هذا الإنجاز في إنجلترا.

فريق لا يُقهر.. مجد 2003-2004

اللحظة الفارقة التي خلّدت فينجر في الذاكرة الذهبية للبريميرليج جاءت في موسم 2003-2004، حين قاد فريقه للقب الدوري الإنجليزي دون أن يتلقى أي خسارة. تشكيلة من النجوم يقودها تييري هنري، باتريك فييرا، ودينيس بيركامب، رسمت لوحة كروية عبقرية استثنائية. لقب “الإنفِنسبلز” أو “اللا يُقهَرون” لم يكن مجرد لقب، بل تعبير عن عبقرية مدرب نجح في المزج بين الجمالية والكفاءة.

بطولات وإنجازات خالدة

في سجله، حمل فينجر 3 ألقاب دوري إنجليزي (1998، 2002، 2004)، و7 ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي، كأكثر مدرب يحقق البطولة عبر تاريخها. كما قاد أرسنال إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه عام 2006، وخسر أمام برشلونة بشق الأنفس بنتيجة 2-1.

واحدة من أبرز بصماته كانت تأهله المستمر لدوري الأبطال لمدة 20 موسمًا متتاليًا، بين 1998 و2017، وهو إنجاز لم يتكرر كثيرًا على الساحة الأوروبية.

نهاية مثقلة بالضغوطات

رغم المجد، لم تكن السنوات الأخيرة سهلة. من 2010 فصاعدًا، بدأت نتائج الفريق تتراجع، وازدادت مطالبات الجماهير بالتغيير، وسط إخفاقات محلية وأوروبية متكررة. حتى تتويجه بثلاث كؤوس اتحاد إنجليزي في أربع سنوات، لم يكن كافيًا لإرضاء الطموح الجماهيري. ومع تصاعد الضغوط، قرر فينجر أن يختار لحظة خروجه بنفسه.

في تصريحات وداعه، قال: “بعد تفكير عميق، شعرت أن هذا هو الوقت المناسب للرحيل. لقد أتيت إلى أرسنال بكل التزامي، وسأغادره بكل امتناني.”

تكريمات من الجميع.. والوداع الأخير

رحيل فينجر لم يمر بصمت. كبار عالم كرة القدم أشادوا بمسيرته، وعلى رأسهم السير أليكس فيرجسون الذي وصفه بـ”أحد أعظم من مرّوا على البريميرليج”، بينما قال ستان كرونكي، مالك النادي، إن هذا اليوم “من أصعب لحظاتنا الرياضية على الإطلاق”.

أما جماهير أرسنال، فقد خصصت له وداعًا مؤثرًا في مباراته الأخيرة يوم 13 مايو 2018، حين فاز الفريق على هدرسفيلد 1-0. بعد المباراة، قال فينجر: “شعرت باحترام كبير من الجميع. أحببت إنجلترا، وكرة القدم فيها. لا تبقى 22 عامًا في نادٍ ما لم تكن تحبه من الأعماق”.

خاتمة

آرسين فينجر لم يكن مجرد مدرب. كان عقلًا مفكرًا، وفيلسوفًا كرويًا، ورجلًا غيّر هوية نادٍ بأكمله. ترك منصبه، لكن إرثه سيبقى خالدًا في أروقة “الهايبري” و”الإمارات”، وفي قلوب جماهير الكرة الجميلة حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى