6/1.. الليلة التي تحوّل فيها “بيبو” إلى كابوس أبدي للزمالك!
6/1.. الليلة التي تحوّل فيها ديربي القاهرة إلى فيلم رعب أبيض!

في عالم كرة القدم، هناك مباريات تمرّ مرور الكرام، وهناك أخرى تبقى محفورة في ذاكرة التاريخ، كأنها كُتبت بحبر لا يمحوه الزمن، وتتحوّل إلى أسطورة تتناقلها الأجيال. ومن بين كل مواجهات الأهلي والزمالك، تبقى ليلة 16 مايو 2002، تلك التي شهدت القمة رقم 89 في الدوري المصري، واحدة من أكثر الليالي قسوة في تاريخ القلعة البيضاء، وواحدة من أكثر اللحظات جنونًا وسعادة في قلوب عشاق الأحمر.
فما حدث على أرضية استاد القاهرة في ذلك اليوم لم يكن مجرد مباراة قمة، بل كان “زلزالًا كرويًا” هزّ أركان الزمالك، وأعاد رسم ملامح التفوق التاريخي للأهلي في الديربي، بنتيجة مهينة لا تزال صداها يتردد حتى بعد مرور 23 عامًا.
في مساء الجمعة، 16 مايو 2002، كان عشاق الكرة المصرية على موعد مع القمة رقم 89 بين الأهلي والزمالك، في الجولة الـ23 من بطولة الدوري الممتاز لموسم 2001-2002، على أرضية استاد القاهرة الدولي. الأهلي يدخل اللقاء وقد فقد أمل التتويج باللقب الذي كان شبه محسوم للزمالك، لكنه دخل برغبة واضحة في رد الاعتبار وإسعاد الجماهير. أما الزمالك، فدخل المباراة متصدرًا ومُنتشيًا، بقيادة مدربه الألماني أوتوفيستر، وبتشكيلة تضم أسماءً لامعة، أبرزها حازم إمام وحسام حسن وجمال حمزة.
لكن رغم كل التوقعات، تلقى الزمالك صدمة مبكرة جدًا. فلم تمر سوى ثوانٍ معدودة حتى دوى الهدف الأول للأهلي عن طريق رضا شحاتة، في لقطة خالدة بصوت المعلق مدحت شلبي وهو يقول عبارته الشهيرة: “سيداتي آنساتي سادتي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والهدف الأول للنادي الأهلي!”.
ومن هنا بدأت المأساة الزملكاوية والكرنفال الأهلاوي، بعد أن أضاف إبراهيم سعيد الهدف الثاني في الدقيقة 19، ثم جاء الدور على خالد بيبو ليبدأ في كتابة واحد من أعظم عروض “الهاتريك وأكثر” في تاريخ القمم، فسجّل الثالث في الدقيقة 29.
الزمالك حاول تقليص الفارق، ونجح عبر حسام حسن بتسجيل هدف الشرف قبل نهاية الشوط الأول، لكن الشوط الثاني كان كابوسيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقد انهارت خطوط الزمالك، وبدأ بيبو حفلة التلاعب والدكّ، فسجل هدفه الثاني والرابع للأهلي في الدقيقة 64، ثم الخامس في الدقيقة 72، واختتم السداسية بهدف ختامي في الدقيقة 92.
خالد بيبو، الذي تحوّل في تلك الليلة من مجرد مهاجم إلى أيقونة في كتب الديربي، أنهى اللقاء بأربعة أهداف، فيما تحوّلت جملة “بيبو وبشير.. بيبو والجون” إلى واحدة من أكثر الإفيهات تداولًا في ذاكرة الجماهير، بعد تعليق مدحت شلبي على مراوغات بيبو لبشير التابعي.
تشكيلة المباراة التاريخية:
الأهلي: عصام الحضري – وائل جمعة – هادي خشبة – شادي محمد – حسام غالي – إبراهيم سعيد – جيلبرتو – سيد عبد الحفيظ – رضا شحاتة – خالد بيبو – أحمد بلال.
الزمالك: محمد عبد المنصف – بشير التابعي – طارق السيد – رضا سيكا – تامر عبد الحميد – حازم إمام – محمد عبد الواحد – جمال حمزة – محمد أبو العلا – حسام حسن.
وفي النهاية، لم تكن تلك المباراة مجرد 90 دقيقة من الكرة، بل كانت ليلة كروية من العيار الثقيل، تجسدت فيها كل معاني الهيمنة، وأثبت فيها الأهلي أنه “الزعيم” حتى في لحظات التراجع. أما بيبو، فبقي في كوابيس جمهور الزمالك حتى يومنا هذا.