الخليج يُفجّر المفاجأة بعد 14 لقاءً.. هل كُتب للهلال السقوط أمام ضحيّته المُفضّلة؟”
في كرة القدم لا يوجد كبير دائم ولا صغير إلى الأبد، فالساحرة المستديرة تعشق المفاجآت، ولا تعترف بتاريخٍ ولا أسماءٍ، وهذا ما جسّدته مواجهة الهلال والخليج في الدوري السعودي للمحترفين، حين قلب “الدانة” الطاولة على “الزعيم” في واحدة من أكثر النتائج التي أثارت الجدل هذا الموسم.
تاريخيًا، تبدو المواجهة محسومة على الورق، فالهلال واجه الخليج في 15 مباراة سابقة ضمن منافسات الدوري السعودي، وفرض سطوته بشكل واضح، حيث انتصر في 13 مناسبة، مقابل تعادل وحيد، ولم يعرف طعم الخسارة إلا مرة واحدة فقط. ولكن هذه المرة كانت مختلفة، ومؤلمة لجماهير الأزرق، لأن الهزيمة الوحيدة جاءت في آخر مواجهة بين الفريقين، خلال الموسم الحالي، ليُفسد الخليج السجل المُرعب للهلال أمامه، ويكتب فصلًا جديدًا في كتاب المفاجآت.
الرقم وحده لا يكذب، ولكن الكرة لا تقرأ التاريخ، فالزعيم الذي أرهق الكبار وتسيّد القمة لسنوات، سقط في فخ فريق كان يُنظر إليه كضحية دائمة. فهل هي كبوة جواد، أم بداية تحول حقيقي في موازين القوى؟ وهل كان فوز الخليج وليد لحظة، أم ثمرة تطور واضح في مستوى الفريق وتكتيكه؟
الهلال قد لا يتأثر بخسارة رقمية في جدول طويل، لكنه بالتأكيد سيتوقف أمام هذه الصفعة، ليُعيد ترتيب أوراقه، ويُراجع أخطاءه، لأنه في دوري يتطور بشكل مذهل، لم تعد هناك مساحة للغفلة.
المباراة الأخيرة كانت جرس إنذار، ليس للهلال وحده، بل لكل الكبار: احذروا من الصغار، فهم جائعون، والطاولة قد تُقلب في أي لحظة.
