القيمة التسويقية تكشف أسرار القوة.. قراءة مجموعة الأهلي بكأس العالم للأندية 2025

مع اقتراب انطلاق النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية، يتجه الأنظار نحو المجموعة الأولى، التي ستشهد صراعًا كرويًا مثيرًا بين أربعة فرق من مدارس كروية مختلفة: الأهلي المصري، بالميراس البرازيلي، بورتو البرتغالي، وإنتر ميامي الأمريكي. بعيدًا عن الأداء الفني والتكتيكي، تُظهر القيمة التسويقية للأندية لمحة عن قوتها الاقتصادية، ومدى تأثيرها على قدرتها في المنافسة على أعلى المستويات.
بورتو البرتغالي: العملاق الأوروبي
يتصدر نادي بورتو البرتغالي قائمة القيمة التسويقية في المجموعة الأولى، حيث بلغت قيمته وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت” العالمي 351.75 مليون يورو. هذه الأرقام ليست مفاجئة، إذ أن النادي يتمتع بتاريخ عريق في المنافسات الأوروبية، ويمتلك لاعبين من الطراز العالمي مثل فابيو فييرا، تعتمد قوة بورتو على الاستثمار الذكي في المواهب الشابة وتحقيق عوائد ضخمة من بيعها، مما يجعله نموذجًا يحتذى به في إدارة الأندية.
القيمة التسويقية العالية تعكس أيضًا قوة الدوري البرتغالي كبيئة تنافسية قادرة على إنتاج وتطوير لاعبين ينافسون في البطولات الكبرى، وباعتباره الأعلى قيمة في المجموعة، يمثل بورتو المرشح الأبرز لصدارة المجموعة، وهو تحدٍ كبير ينتظر المارد الأحمر.
بالميراس البرازيلي.. زعيم أمريكا الجنوبية
في المرتبة الثانية، يأتي نادي بالميراس البرازيلي بقيمة تسويقية تبلغ 209.85 مليون يورو، كأحد أعظم الأندية في البرازيل وأمريكا الجنوبية، يتمتع بالميراس بتاريخ مشرف في البطولات القارية، حيث توج بلقب كوبا ليبرتادوريس أكثر من مرة.
يعتمد النادي على مزيج من النجوم المحليين والمواهب الصاعدة، الذين يُعدّون وقود النجاح في البطولات الكبرى، تعكس قيمته التسويقية مدى تأثير الدوري البرازيلي في تسويق اللاعبين عالميًا، حيث تساهم الأندية البرازيلية بشكل كبير في تصدير المواهب إلى الدوريات الأوروبية الكبرى.
إنتر ميامي.. الجوهرة الأمريكية
أما نادي إنتر ميامي الأمريكي، والذي يحتل المركز الثالث بقيمة تسويقية تصل إلى 94.08 مليون يورو، فيشهد قيمة مضافة استثنائية بفضل وجود الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي ضمن صفوفه، منذ انضمام ميسي، شهد النادي طفرة في الشعبية والقيمة السوقية، مما يعكس تأثير اللاعبين الكبار على اقتصاديات الأندية.
بجانب ميسي، يعتمد إنتر ميامي على تعزيز صفوفه بنجوم آخرين مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، ما يجعل النادي أحد الأسماء التي لا يمكن الاستهانة بها في البطولة، وبرغم أن الفريق حديث العهد نسبيًا، إلا أنه يمثل مدرسة جديدة من الأندية التي تجمع بين المهارة والشعبية.
الأهلي المصري.. العملاق الإفريقي
في المركز الرابع من حيث القيمة التسويقية، يأتي الأهلي المصري، بقيمة تبلغ 30.88 مليون يورو. هذه القيمة ربما تبدو منخفضة مقارنةً بمنافسيه، لكنها تعكس واقع الأندية الأفريقية التي تواجه تحديات اقتصادية مختلفة عن نظيرتها في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
رغم ذلك، يبقى الأهلي علامة بارزة في الكرة العالمية، باعتباره أكثر الأندية تتويجًا بالبطولات القارية، ومصدرًا للفخر لكل مشجعي الكرة العربية والإفريقية، قوته الحقيقية لا تكمن فقط في الأرقام، بل في الروح القتالية، الجماهيرية العريضة، والخبرة الطويلة في التعامل مع أندية من مختلف المدارس الكروية.
القيمة التسويقية.. بين الواقع والطموح
توضح الفجوة الكبيرة في القيمة التسويقية بين الأندية المشاركة في المجموعة الأولى التحديات التي يواجهها الأهلي. لكن كرة القدم دائمًا ما تثبت أن الأرقام لا تعني كل شيء، فالقيمة الحقيقية تُقاس داخل المستطيل الأخضر، الأهلي يمتلك تاريخًا طويلًا في مقارعة كبار العالم، ولا يزال يسعى لمواصلة كتابة فصول جديدة من الإبداع.
مع وجود فرق من مدارس كروية مختلفة مثل أوروبا، أمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية، تبدو المنافسة مفتوحة على كل الاحتمالات. فهل يستطيع الأهلي قلب الطاولة وإثبات أن القيمة التسويقية ليست الحكم الوحيد على جودة الأداء؟
في النهاية، تبقى الأرقام مجرد معطيات على الورق، بينما تعكس المباريات روح الفريق، وحجم الطموح، والإرادة لتحقيق المستحيل. كأس العالم للأندية 2025 تعد بمواجهات مثيرة، تجعلنا نترقب لحظة انطلاق هذا العرس الكروي العالمي بشغف.



