أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالاتحاد السكندرياللاعبينالناشئين

مدافع يُرعب الخصوم وصانع ألعاب من طراز محتوم.. «سُفيان» الاسم الذي يجب أن تحفظه الكرة المصرية جيدًا

إذا مرّرت عيناك على ساحات الكرة، فلن ترى إلا رجالًا يخوضون الصراع، أما إذا وقعت عيناك على سفيان فهد لاعب الاتحاد مواليد 2007، فسترى فارسًا لا يضاهيه فرسان، أسدًا لا يشبهه سواه، ليس كغيره ممن يركضون بحثًا عن مجد مفقود، بل هو المجد ذاته، يسير في دروبه كما يسير النجم في أفلاك السماء، لا يسابق الزمن، بل الزمن يحاول اللحاق به.

هو ابن الاتحاد، وراية من راياته، إذا تقدم في الميدان تقدمت معه الآمال، وإن تراجع، تراجعت الخصوم خوفًا من صولاته، هو من يُحكم قبضته على أرض المعركة، يصول فيها صولة الملوك، ويمضي كما يمضي السيف في يد مقاتل مغوار، لا يهابُ خصمًا ولا ينحني لمهاجم فكيف لمثله أن يُقال عنه “أسطورة مستقبلية”؟ بل هو الأسطورة التي وُلدت قبل أوانها، والأيقونة التي سبقت عصرها.

يا من تبحثون عن قائد، فتّشوا في التاريخ عن سفيان، وإن أردتم نجمًا، ارفعوا أبصاركم إلى سمائه، فهو من تسجد له الأرقام، وتنحني أمامه الإحصائيات، كيف لا وهو من جعل للظهير الأيسر جناحين، يطير بهما كما طار مالك بن الريب في دروب المجد، يسابق الريح، فيسبقها، ويكتب فوق صحائف المستديرة اسمه بحروف من ذهب؟

أيها القوم، ارفعوا رايات الاتحاد، وزيّنوا الميادين باسمه، فإن كان هناك في الماضي رجال خُلّدوا في سفر البطولة، فإن حاضرنا اليوم يشهد مولد رجل سبق كل الرجال، لا تبحثوا عن الأساطير في كتب الأولين، ولا تنتظروا الزمن ليصنع لكم مجدًا، فالمجد قد جاء بنفسه، ولبس ثوب لاعب، اسمه سفيان فهد.

سفيان فهد ناشئ الاتحاد

سفيان فهد.. الأسطورة الناشئة التي تتجسد في الأرقام والقيادة داخل الملعب

لاعبو كرة القدم الكبار لا يُصنعون بين ليلة وضحاها، بل يحتاجون إلى طريق طويل مليء بالتحديات، وسفيان فهد لم يكن استثناءً، بدأت رحلته في النادي الأهلي، لكنه لم يستمر طويلًا هناك، قبل أن ينتقل إلى سموحة، حيث لعب لموسم واحد فقط، لم يكن انتقاله من نادٍ إلى آخر علامة على التخبط، بل كان جزءًا من رحلته في البحث عن المكان الذي يمكنه التألق فيه، وجده أخيرًا في الاتحاد السكندري، النادي الذي أصبح بيته، حيث يقضي موسمه الخامس هناك وهو أحد قادة الفريق، وهو أمر نادر للاعب في هذا العمر.

قيادة الفريق في سن صغيرة ليست مهمة سهلة، لكن سفيان كان يمتلك المقومات منذ البداية. شخصيته القوية داخل الملعب، التزامه بالتدريبات، تركيزه الكامل على تطوير نفسه، كلها عوامل جعلت المدربين يثقون به بسرعة، وبمرور السنوات، لم يكن مجرد لاعب في الفريق، بل أصبح قائده، الرجل الذي يلجأ إليه الجميع في اللحظات الصعبة، اللاعب الذي يتحمل المسؤولية عندما يكون الفريق في حاجة إلى من يقوده.

من ظهير أيسر إلى مدافع.. ولكن العقلية الهجومية لا تتغير

عادةً ما يجد اللاعبون صعوبة عندما يُطلب منهم تغيير مركزهم، لكن بالنسبة لسفيان فهد، كان الأمر مختلفًا، في موسم 2022، لعب كظهير أيسر، وقدم أرقامًا لا تُصدق؛ صنع 18 هدفًا وسجل هدفًا خلال 18 مباراة، أي أنه كان يصنع هدفًا في كل مباراة تقريبًا، هذه الأرقام لا تتحقق بالصدفة، بل تحتاج إلى رؤية استثنائية داخل الملعب، وقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة.

لكن مع تغير احتياجات الفريق، قرر المدرب توظيفه كمدافع، وهو تغيير قد يكون سلبيًا للبعض، لكنه كان مجرد تحدٍ جديد لسفيان. لم يتأثر أداؤه، لم يفقد شخصيته الهجومية، بل استمر في تقديم نفس الجودة، سواء في التمرير، أو في بناء اللعب من الخلف، أو في التغطية الدفاعية الذكية التي تجعل من الصعب على المهاجمين تجاوزه، ببساطة، هو اللاعب الذي يجمع بين قوة المدافعين، ودقة صانعي الألعاب، ورؤية قادة الفرق العظماء.

لماذا يُعتبر أسطورة الآن وليس في المستقبل؟

كثير من اللاعبين الناشئين يتم الإشادة بهم على أنهم “أساطير المستقبل”، ولكن هذه العبارة أحيانًا تكون ظالمة لأنها تقلل من إنجازاتهم الحالية، سفيان فهد ليس بحاجة إلى الانتظار حتى يحقق بطولات أو يثبت نفسه في فرق الكبار ليُطلق عليه لقب “أسطورة”. هو الآن في عمر الناشئين، ولكنه يملك شخصية قيادية، وأرقامًا مبهرة، ومستوى فني يجعله مختلفًا عن بقية أقرانه.

الأساطير لا تصنعها السنوات فقط، بل تُصنع من اللحظة التي يثبت فيها اللاعب نفسه كاستثناء بين أقرانه، وهذا ما فعله سفيان فهد. عندما يكون لديك لاعب يصنع 18 هدفًا في موسم واحد وهو يلعب في مركز الظهير، وعندما يتحول إلى مدافع دون أن يفقد تأثيره، وعندما يكون قائدًا لفريقه منذ سن صغيرة، فأنت لا تتحدث عن لاعب عادي، بل عن أسطورة تمشي على الأرض.

المستقبل مشرق.. ولكن الحاضر أكثر إشراقًا

من الطبيعي أن نتحدث عن المستقبل عندما يكون اللاعب صغيرًا، ولكن في حالة سفيان فهد، فإن المستقبل قد بدأ بالفعل. هو الآن لاعب مؤثر، قائد في فريقه، وأحد أفضل المواهب في مركزه. الحديث عن أنه “أسطورة مستقبلية” هو تقليل مما يقدمه الآن، لأنه ببساطة، أسطورة حاضرة وليست مجرد وعد للمستقبل.

القائد الذي يولد بالفطرة.. سفيان فهد ليس مجرد لاعب عادي

في عالم كرة القدم، هناك لاعبون عاديون، وهناك لاعبون موهوبون، ثم هناك فئة خاصة جدًا، نادرة الوجود، تُعرف بالقادة بالفطرة، هؤلاء هم اللاعبون الذين لا تحتاج إلى منحهم شارة القيادة كي تعرف أنهم زعماء داخل المستطيل الأخضر. سفيان فهد ينتمي إلى هذه الفئة الاستثنائية، لم يصل إلى مركز القيادة بالصدفة، ولم يحصل على الثقة من مدربيه بفضل واسطة أو مجاملة، بل فرض نفسه بقوة شخصيته، بعقليته الاحترافية، وبالروح القتالية التي تميزه عن الجميع.

حينما يتحدث زملاؤه عنه، لا يصفونه فقط كموهبة مذهلة، بل كقائد حقيقي، رجل يُلهم من حوله، لاعب يجعل كل من يجاوره أفضل، عندما تكون في فريق يضم لاعبًا مثل سفيان فهد، فأنت تلعب بجوار شخص يجعلك تشعر بأنك أقوى، بأنه يمكنك الفوز بأي مباراة، لأنه ببساطة يمنحك الثقة حتى لو كنت في أصعب الظروف، القادة الحقيقيون ليسوا فقط من يسجلون الأهداف أو يصنعون الفرص، بل هم من يجعلون كل من حولهم يؤمنون بأنهم قادرون على تحقيق المستحيل. وهذا بالضبط ما يفعله سفيان.

الظهير الذي يتفوق على المهاجمين.. أرقام سفيان التي أذهلت الجميع

كيف يمكن أن يكون هناك ظهير أيسر يصنع 18 هدفًا في موسم واحد؟ كيف يمكن أن يكون هناك لاعب دفاعي لديه أرقام هجومية تتفوق على العديد من المهاجمين؟ الإجابة ببساطة هي أن سفيان فهد ليس لاعبًا عاديًا، بل ظاهرة كروية لا تتكرر كثيرًا، أن تمتلك مدافعًا يستطيع بناء اللعب، والمراوغة، وصناعة الفرص، وتنفيذ العرضيات بدقة متناهية، فأنت تمتلك لاعبًا لا يقدر بثمن.

الأرقام لا تكذب، وإذا نظرنا إلى إحصائيات سفيان، فسنجد أنها تضعه في فئة خاصة جدًا، 18 تمريرة حاسمة في 18 مباراة خلال موسم 2022، بمعدل صناعة هدف في كل مباراة، هذه أرقام لا يحققها حتى بعض أفضل صانعي الألعاب في العالم، ثم يأتي الجانب التهديفي، حيث سجل هدفًا رغم كونه مدافعًا، مما يوضح أنه لا يفكر فقط في الدفاع، بل هو لاعب شامل يستطيع التألق في كل جوانب اللعبة.

عندما تنظر إلى هذه الأرقام، تدرك أن سفيان فهد ليس مجرد مدافع أو ظهير أيسر، بل هو صانع ألعاب خفي، لاعب يستطيع أن يكون قلب الدفاع، والجناح، والمهاجم، وصانع الأهداف في نفس الوقت، أرقامه ليست مجرد أرقام، بل شهادة تثبت أنه موهبة نادرة، لاعب قادر على صنع الفارق في أي لحظة، لاعب يجمع بين الصلابة الدفاعية والمهارة الهجومية في مزيج نادر جدًا في عالم كرة القدم.

منظومة متكاملة داخل لاعب واحد.. لماذا سفيان فهد ظاهرة كروية؟

المدافعون في كرة القدم عادةً ما يُعرفون بالقوة البدنية، والتدخلات الحاسمة، والقدرة على استخلاص الكرة، لكن ماذا لو كان هناك مدافع يجمع بين هذه الصفات الدفاعية، وبين المهارات الهجومية التي تضعه في مصاف أفضل اللاعبين في العالم؟ سفيان فهد ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو منظومة كروية متكاملة داخل لاعب واحد.

لديه سرعة تجعله قادرًا على التغطية الدفاعية بسرعة البرق، لديه رؤية تجعل تمريراته أشبه بجراح يضع الكرة في المكان المثالي لزملائه، لديه ذكاء تكتيكي يجعله يعرف متى يتقدم للهجوم ومتى يتراجع للدفاع، لديه شراسة تجعله لا يتهاون في أي التحام، لديه شخصية تجعل المدربين يعتمدون عليه، ولديه لمسة فنية تجعل من يشاهده يشعر وكأنه يشاهد لاعبًا في دوري الأبطال.

عندما تبحث عن لاعب يجمع كل هذه المزايا، ستجد أن عددهم محدود جدًا. نحن لا نتحدث عن مدافع عادي، بل عن لاعب نادر، لاعب يمكنه التألق في أي مركز يلعب فيه، لاعب إذا وضعته كمدافع سيبدع، وإذا وضعته كظهير سيُرعب الخصوم، وإذا قررت منحه حرية هجومية، فسيتحول إلى ماكينة تمريرات حاسمة. باختصار، سفيان فهد ليس مجرد لاعب، بل هو حلم كل مدرب، هو اللاعب الذي تتمنى أي منظومة أن تمتلكه، لأنه ببساطة قطعة ذهبية يصعب العثور عليها.

أسطورة الاتحاد السكندري.. وأحد أعظم اللاعبين في جيله

من الآن، لا داعي للحديث عن سفيان فهد كـ”أسطورة مستقبلية”، لأنه أسطورة بالفعل، لاعب يستطيع تغيير مجرى أي مباراة، لاعب لديه القدرة على التأثير في أي لحظة، لاعب صنع لنفسه مكانًا بين العظماء وهو لا يزال في عمر صغير.

ليس من السهل أن تجد لاعبًا يمتلك كل هذه المقومات في سن الناشئين، لكن سفيان كسر القاعدة وأثبت أن العظمة لا تحتاج إلى سنوات، بل تحتاج إلى موهبة استثنائية وشخصية قوية، وهما ما يمتلكهما عن جدارة. الاتحاد السكندري محظوظ بامتلاكه لاعبًا بهذه القيمة، لاعبًا يجعل الجماهير تحلم بالمستقبل، لكنه في الوقت نفسه يمنحهم الفخر في الحاضر.

من يريد البحث عن لاعب نادر، عن موهبة استثنائية، عن أسطورة تتحرك بيننا، عليه فقط أن ينظر إلى سفيان فهد. لأنه ببساطة ليس مشروع نجم، وليس لاعبًا ينتظر أن يثبت نفسه يومًا ما. لقد أثبت نفسه بالفعل. لقد كتب اسمه في صفحات التاريخ وهو لا يزال في بداية مشواره. وأي حديث عن “مستقبله” يجب أن يبدأ من حقيقة واحدة مؤكدة: المستقبل قد بدأ بالفعل مع سفيان فهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى