من طفل شوارع إلى قائد الملوك.. فينيسيوس جونيور يكتب فصلاً جديدًا في أسطورة ريال مدريد

في عالم كرة القدم، لا شيء مستحيل، خاصة إذا كنت تمتلك موهبة فريدة وروحًا لا تستسلم. هذه هي قصة فينيسيوس جونيور، الفتى البرازيلي الذي بدأ رحلته مثل الكثير من أبناء بلده، قادمًا من شوارع البرازيل ليحلم باللعب في أوروبا، لكنه اليوم يكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ ريال مدريد، بعد أن حمل شارة قيادة النادي الملكي في واحدة من أهم مبارياته.
من ضواحي ريو دي جانيرو إلى أضواء البرنابيو
وُلد فينيسيوس في مدينة ساو جونكالو، إحدى الضواحي الفقيرة في ريو دي جانيرو، حيث كانت كرة القدم بالنسبة له أكثر من مجرد لعبة، بل كانت طوق النجاة من واقع صعب. انضم إلى أكاديمية فلامنجو وهو طفل صغير، وسرعان ما لفت الأنظار بمهاراته الاستثنائية، حتى أصبح أحد أهم مواهب النادي البرازيلي.
لم يكن انتقاله إلى أوروبا أمرًا مفاجئًا، فموهبته جعلته محط أنظار كبار القارة العجوز، لكن ريال مدريد كان الأذكى والأسرع، فحسم الصفقة قبل أن يتم عامه الثامن عشر. في صيف 2018، ودّع فيني البرازيل ليبدأ مغامرته الكبرى في البرنابيو.
سنوات من القتال من أجل المجد
لم تكن بداية فينيسيوس في مدريد سهلة، فقد تعرض لانتقادات كثيرة بسبب افتقاده للمسة الأخيرة أمام المرمى. لكنه لم يستسلم، واصل العمل على تطوير نفسه، حتى أصبح واحدًا من أهم لاعبي الفريق. تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، انفجر موهبته الحقيقية، خاصة في موسم 2021-2022، عندما قاد الفريق للتتويج بدوري أبطال أوروبا وسجل هدف الفوز في النهائي ضد ليفربول.
منذ ذلك الحين، تحول فيني إلى أحد أهم أسلحة ريال مدريد الهجومية، وشكل ثنائية رائعة مع كريم بنزيما قبل رحيله. ومع كل موسم، يثبت أنه ليس مجرد لاعب مهاري، بل قائد بالفطرة، يلعب بروح قتالية ويضع الفريق فوق كل شيء.
اليوم الذي ارتدى فيه فينيسيوس شارة القيادة
اليوم، الأربعاء 26 فبراير 2025، سيبقى محفورًا في ذاكرة فينيسيوس إلى الأبد. في سن الرابعة والعشرين، أصبح قائد ريال مدريد لأول مرة في مسيرته، خلال مواجهة ريال سوسيداد في كأس ملك إسبانيا.
ورغم أن ارتدائه لشارة القيادة جاء بسبب غياب القادة الثلاثة الأساسيين: لوكا مودريتش، لوكاس فاسكيز، وفيدريكو فالفيردي، إلا أن هذا الحدث يحمل دلالة كبيرة. فهو تتويج لرحلة كفاح دامت سبع سنوات داخل أسوار البرنابيو، وتحول فينيسيوس من “الفتى الصغير القادم من البرازيل” إلى “القائد الشاب لأعظم نادٍ في العالم”.
ما بعد القيادة.. هل يصبح القائد المستقبلي للميرينجي؟
لم يكن أحد يتوقع قبل سنوات أن هذا الفتى الذي تعرض للسخرية بسبب إضاعته للفرص سيحمل يومًا شارة قيادة ريال مدريد. لكنه اليوم أثبت أنه ليس مجرد جناح سريع، بل لاعب ناضج يستطيع تحمل المسؤولية في أصعب اللحظات.
مستقبله يبدو أكثر إشراقًا من أي وقت مضى، وإذا استمر بنفس الروح والمستوى، فقد يصبح قائد ريال مدريد بشكل دائم في السنوات القادمة. فهل يكون فينيسيوس خليفة الأساطير الذين حملوا الشارة من قبله، مثل سيرجيو راموس وإيكر كاسياس؟ الأيام فقط ستكشف لنا الإجابة.
لكن المؤكد حتى الآن، أن الفتى البرازيلي الذي جاء إلى مدريد كموهبة واعدة، أصبح اليوم واحدًا من أعمدة الفريق، وقائدًا لمستقبل ريال مدريد.



