صراع مانشستر.. عندما يتحول اللون الأحمر والأزرق إلى نيران لا تنطفئ

في مدينة لا تعرف الهدوء إلا بعد صافرة النهاية، يعلو دويّ المواجهات كلما التقى قطبا مانشستر، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، في صراع كروي لا يخضع لأي منطق أو حسابات مسبقة. هنا لا تعني الجداول شيئًا، ولا تؤثر المراكز أو الأرقام، فالأمر أشبه بحرب كروية يشهدها العالم منذ عقود، يتنافس فيها الأحمر والأزرق على المجد والكرامة والهيبة.
خلال 195 مواجهة جمعت الفريقين في مختلف البطولات، كان التفوق للشياطين الحمر الذين حققوا 80 فوزًا، مقابل 62 انتصارًا للسيتيزينز، بينما انتهت 53 مباراة بالتعادل، في دلالة واضحة على مدى قوة هذا الديربي، وكم التحديات التي يحملها كل لقاء بينهما. هذه الأرقام لا تروي القصة كاملة، بل هي مجرد عناوين فرعية في كتاب طويل من الدراما والصدامات التاريخية.
المان يونايتد، الفريق الذي حمل مشاعل المجد الأوروبي والمحلي لعقود، يواجه جاره الذي قرر أن يكون أحد عمالقة الكرة العالمية في السنوات الأخيرة، بفضل مشروع طموح قاد السيتي إلى منصات التتويج محليًا وأوروبيًا. ومع كل لقاء بين الطرفين، تتجدد المعارك، ويتغير الأبطال، لكن يبقى الشغف هو البطل الأول في ديربي لا يعترف بالتوقعات.
سواء كانت المباراة تُلعب في “أولد ترافورد” أو في “الاتحاد”، فإن كل مواجهة بين اليونايتد والسيتي تُكتب بحروف من نار، وتُخلد في ذاكرة الجماهير، ليس فقط في إنجلترا بل حول العالم. ديربي مانشستر ليس مجرد مباراة، بل رواية تتجدد فصولها في كل موسم، تُكتب بالعرق والدموع والأهداف الخالدة، ويصعب نسيانها مهما مر الزمن.


