المعركة بدأت.. روزه وشميت وجوميز ينتظرون سقوط كولر

وسط ضغوطات جماهيرية متزايدة، وتراجع واضح في أداء ونتائج الفريق خلال الفترة الأخيرة، يجد مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي، نفسه في مواجهة مصيرية قد تُعيد ترتيب الأوراق داخل القلعة الحمراء. المدير الفني السويسري الذي قاد المارد الأحمر لمنصات التتويج محليًا وقاريًا، بات مُهددًا بفقدان منصبه، خاصةً مع اقتراب مواجهتي صن داونز المصيريتين في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.
رحلة كروية شهدت نجاحات كبيرة، لكن الأشهر الأخيرة وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل كولر. ووسط هذا المشهد المحتقن، بدأت الإدارة الحمراء بقيادة محمود الخطيب في التحرك سريعًا، وفتح باب التفاوض مع بدائل محتملة، قد تقود الأهلي في كأس العالم للأندية المقبلة. وفيما يلي نُسلط الضوء على كشف حساب كولر، وأبرز المرشحين لخلافته.
أولًا: كشف حساب مارسيل كولر مع النادي الأهلي
إجمالي المباريات: 157
عدد الانتصارات: 108
عدد الهزائم: 18
عدد التعادلات: 31
عدد البطولات: 11
البطولات التي تُوج بها:
الدوري المصري: مرتين
دوري أبطال إفريقيا: مرتين
السوبر المصري: 4 مرات
كأس مصر: مرتين
كأس إفريقيا – آسيا – المحيط الهادي: مرة واحدة
رغم هذا السجل الذهبي، فإن النتائج في الفترة الأخيرة بدأت تتذبذب بشكل ملحوظ، وتعددت الأخطاء الفنية، ما تسبب في خسارة بطولات كان الأهلي قريبًا منها. وهو ما وضع مصير كولر على المحك، وتم ربط استمراره بنتيجة مواجهتي صن داونز، إذ تشير مصادر قوية إلى أن خسارتهما ستعني رحيله الفوري.
ثانيًا: من يخلف كولر؟ ملف ساخن على طاولة الخطيب
تقوم إدارة الأهلي حاليًا بدراسة أكثر من 50 سيرة ذاتية، وجاء على رأس الأسماء المطروحة ثلاثة مدربين بارزين:
1- ماركو روزه: مهندس الاستقرار في لايبزيج

الجنسية: ألماني
العمر: 48 عامًا
آخر تجاربه: لايبزيج الألماني (2022–2024)
أرقامه مع لايبزيج:
لعب: 124 مباراة
فاز: 69
تعادل: 22
خسر: 33
في الموسم الأخير فقط، خاض روزه 38 مباراة فاز في 16 منها، وتعادل في 8، وخسر 14. أرقامه قد لا تبدو مُبهرة، لكنها تعكس العمل وسط ظروف تنافسية شرسة في البوندسليجا.
محطات تدريبية سابقة:
بوروسيا دورتموند (2021–2022): 48 مباراة
بوروسيا مونشنجلادباخ (2019–2021): 88 مباراة
ريد بول سالزبورج (2017–2019): 114 مباراة
لماذا ماركو روزه؟
لأنه يجمع بين الفكر الألماني الحاد، والمرونة التكتيكية التي يبحث عنها الأهلي، إلى جانب خبرته في تطوير اللاعبين الشباب، وهو ما يتماشى مع سياسة الأهلي في الاعتماد على عناصر ناشئة.
2- روجر شميت: مكتشف ماني وصاحب البصمة الأوروبية

العمر: 52 عامًا
الجنسية: ألماني
أبرز محطاته:
باير ليفركوزن
ريد بول سالزبورج
بكين غوان
آيندهوفن
بنفيكا
إنجازاته:
الدوري والكأس في النمسا مع سالزبورج 2014
كأس الاتحاد الصيني مع بكين غوان 2018
كأس هولندا مع آيندهوفن 2022
الدوري البرتغالي مع بنفيكا 2023
يُلقب شميت بـ”المهندس الهجومي”، ويشتهر باللعب بأسلوب الضغط العالي والسرعة في التحول الهجومي، وغالبًا ما يعتمد على طريقة 4-3-1-2. كما يُحسب له أنه أول من قدّم ساديو ماني للعالم، بعدما اكتشفه في سالزبورج.
لماذا روجر شميت؟
لأنه يملك سجلًا حافلًا بالإنجازات في عدة دوريات، ويُعد من أبرز المدربين الألمان في السنوات الأخيرة، مع قدرة واضحة على بناء فرق قوية هجوميًا، وهو ما يتماشى مع هوية الأهلي التاريخية.
3- جوزيه جوميز: العائد من بوابة الخبرة الأفريقية

المدرب البرتغالي، الذي يُدرب الفتح السعودي حاليًا، عاد إلى واجهة الترشح بعد النجاحات الكبيرة التي حققها مع الزمالك في موسم 2024.
أبرز إنجازاته مع الزمالك:
لقب كأس الكونفدرالية
السوبر الإفريقي على حساب الأهلي
رغم أن فترته مع الزمالك كانت قصيرة، فإن بصمته كانت واضحة، خاصة في التعامل مع المباريات الكبيرة، والقدرة على قراءة المنافسين.
لماذا جوميز؟
خبرته بالكرة الأفريقية والمصرية تجعله خيارًا عمليًا، كما أن معرفته بظروف الأهلي والزمالك قد تمنحه أفضلية في إدارة المرحلة المقبلة.
ثالثًا: مَن الأنسب لقيادة الأهلي؟
المقارنة بين المدربين الثلاثة تكشف عن اختلاف في الأساليب والخبرات، لكن الأهلي يحتاج الآن إلى مدرب قادر على:
1- السيطرة على غرفة الملابس
2- التعامل مع ضغوطات الجماهير والإعلام
3- إعادة بناء شخصية الفريق هجوميًا
4- الفوز بالألقاب القارية سريعًا
ماركو روزه قد يكون خيارًا طويل الأمد لبناء مشروع فني جديد
روجر شميت يُمثل الحل السريع والجاهز للبطولات
جوزيه جوميز هو صاحب الأرضية الجاهزة للتأقلم السريع
ختامًا:
الكرة الآن في ملعب كولر ومساعديه. مباراتا صن داونز ليستا مجرد مواجهتين في نصف نهائي، بل هما بمثابة طوق نجاة لمدرب بدأ رحلته مع الأهلي بالألقاب، ويواجه اليوم خطر الرحيل. وإذا لم تُصلح النتائج ما أفسدته الأشهر الأخيرة، فإن صافرة النهاية قد تكون أقرب مما يتوقع البعض.
وسيكون على إدارة الأهلي اتخاذ القرار الأصعب:
هل تُجدد الثقة في كولر رغم التذبذب، أم تُسلم الراية لوجه جديد؟ الكرة قد تكون مستديرة، لكن مستقبل كولر بات واضح الملامح: إما التألق في أفريقيا، أو نهاية الرحلة في الجزيرة.



