الأهلي وسيراميكا كليوباترا.. هيمنة حمراء لا تعرف الرحمة
في قاموس كرة القدم المصرية، هناك مواجهات تحمل طابعًا خاصًا، ليس لأنها متكافئة أو مليئة بالندية، بل لأن أحد أطرافها يفرض سطوته الكاملة بلا شريك، كأنها مباراة بين التاريخ والطموح، بين المجد المُتوَّج والباحث عن بصمة. هذه هي حكاية الأهلي وسيراميكا كليوباترا.
منذ أن بدأ الفريقان صداماتهما في البطولات المحلية، لم يتردد المارد الأحمر في إرسال رسائل حاسمة تؤكد أنه لا يرحم الوافدين الجدد على طاولة الكبار. 11 مواجهة جمعت الأهلي بسيراميكا كليوباترا، انتهت 9 منها بانتصارات أهلاوية صريحة، في مشهد يعكس مدى الفارق في الجودة، الشخصية، والتجربة.
لم يعرف سيراميكا طعم الانتصار على الأهلي حتى اليوم، رغم محاولاته المتكررة في زعزعة استقرار الأحمر ولو في مباراة واحدة. لكن كل مرة كانت تنتهي بنفس السيناريو: تفوق تكتيكي، مهارة فردية، وخبرة تصنع الفارق في اللحظات الحاسمة لصالح الفريق الأكثر تتويجًا في إفريقيا. فقط في مناسبتين نجح سيراميكا في اقتناص تعادل قد يعتبره البعض “انتصارًا معنويًا”، لكنه لم يكن كافيًا لكسر الهيمنة الحمراء.
المثير أن كل مباراة بين الفريقين تُمنح ما يشبه الأمل لسيراميكا، وكأنها بداية صفحة جديدة قد تنتهي بمفاجأة، لكن الواقع يقول إن الأهلي لا يزال يُجيد إغلاق الأبواب أمام أي تمرد كروي. هو ليس مجرد تفوق رقمي، بل سيطرة ذهنية ونفسية تجعل من الأهلي خصمًا لا يُستهان به، حتى في أسوأ حالاته.
وبينما يسعى سيراميكا كليوباترا لمواصلة بناء تاريخه والبحث عن لحظة يدوّن فيها اسمه على حساب الكبار، يبقى الأهلي على عادته، يوزع دروس السيطرة، ويؤكد أن من يقترب من العرش الأحمر عليه أن يدفع ثمن الجرأة.
إنها حكاية عنوانها الوضوح: عندما يلعب الأهلي، يكون للنتائج منطق لا يخضع للمفاجآت.



