أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

“من سهام الانتقاد إلى تصفيق الإعجاب.. محمد صلاح وقصة هدفٍ غيّر الرواية”

في كرة القدم، لا يُكتب السيناريو حتى يطلق الحكم صافرة النهاية، وبين صافرة البداية والنهاية يعيش اللاعبون على صفيح ساخن من الأحكام السريعة والانطباعات المتقلبة. لا أحد يُجسد هذه المفارقة مثل محمد صلاح، نجم ليفربول وملك مصر غير المتوّج، الذي عاش ليلةً متناقضة المشاعر خلال تعادل فريقه مع كريستال بالاس بنتيجة 1-1 في ختام الدوري الإنجليزي الممتاز.

دخل صلاح المباراة وسط سيلٍ من الانتقادات والسخرية التي لاحقته بسبب ابتعاده عن سباق الحذاء الذهبي الأوروبي، وسط مقارنات لا ترحم مع كيليان مبابي نجم ريال مدريد المنتظر، والذي توّج بجائزة الحذاء هذا الموسم. جمهور كرة القدم على وسائل التواصل لم يتورع عن إطلاق النيران على جناح ليفربول، متهمين إياه بالتخاذل، وقلة الحسم، بل و”الافتقاد للجدية” في مطاردته للأرقام القياسية.

لكن كرة القدم كما تُعرف، لعبة اللحظات. وفي لحظة، انقلبت الطاولة.

مع اقتراب المباراة من نهايتها وتقدم كريستال بالاس بهدف قاتل، ظهر صلاح كعادته في توقيت لا يتقنه سوى الكبار، ليُسجّل هدف التعادل ويُنقذ فريقه من ختام مُرّ لموسم مضطرب. تحول الهجوم إلى إشادة، والسخرية إلى تصفيق، والاتهامات إلى تذكير بإنجازات جناح الفراعنة الذي لا يزال أحد أبرز نجوم البريميرليغ في السنوات الأخيرة.

قبل هدفه القاتل، بدا المشهد رقميًا أشبه بمحاكمة جماهيرية، حيث قال أحد المشجعين: “صلاح أحد أكثر اللاعبين افتقادًا للجدية في التاريخ، كل موسم يُفوت فرصة كسر رقم قياسي مجنون ولا يفعل سوى هز رأسه بأسي!”، وكأن الجناح المصري مطالب بأن يكون آلةً لا تخطئ، تُنتج الأرقام بلا هوادة.

في أوساط الجماهير الكتالونية، تصاعدت نبرة السخرية. أحد الحسابات المحسوبة على جماهير برشلونة كتب ساخرًا: “لا يمكن الاعتماد على صلاح، لن يمنع مبابي من الفوز بالكرة الذهبية. هو سيئ في المباريات الكبيرة”، تعليق يختزل نظرة ضيقة لا ترى إلا لحظة، وتغفل تاريخًا طويلًا من الحسم والتأثير في المحطات الكبرى.

لكن هدف صلاح في الدقيقة الأخيرة لم يكن مجرد تعديل للنتيجة؛ كان رسالة. رسالة مفادها أن النجم المصري لا يزال حاضرًا، وأنه لا يحتاج لأن يفوز بالحذاء الذهبي ليُثبت عظمته. هدفه أعاد التوازن إلى تقييم الموسم، وأجبر كثيرين على مراجعة الأحكام.

مواقع الإحصائيات والتحليلات بدأت بعد صافرة النهاية في إبراز ما قدمه صلاح خلال الموسم: مساهماته التهديفية، قيادته لهجوم ليفربول، وصموده في وجه الانتقادات وتراجع المنظومة ككل.

مع نهاية الموسم، تُطرح التساؤلات المعتادة: هل يستمر صلاح مع ليفربول أم يطرق بابًا جديدًا؟ هل يتجه إلى الدوري الإسباني لمنافسة مبابي وجهًا لوجه؟ أم أنه سيبقى حيث كُتبت له المجدويات الحمراء؟

مهما تكن الإجابة، المؤكد أن محمد صلاح لا يُقاس بمباراة واحدة، ولا يُحكم عليه من خلال هدفٍ فات أو جائزةٍ ضاعت. هو قصة نجم صقلته التحديات، وصنعت منه آلة طموح لا تهدأ.

وفي كرة القدم، دائمًا هناك موسم جديد… وفرصة جديدة للرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى