ميمي الشربيني.. أسطورة التعليق الكروي وصوت الملاعب المصرية الخالد

عندما تُذكر أسماء المعلقين الذين أثروا في تاريخ كرة القدم المصرية، يتقدم ميمي الشربيني الصفوف بفضل أسلوبه الفريد وكلماته التي أصبحت أيقونة لكل عاشق للعبة. لم يكن ميمي الشربيني مجرد لاعب كرة قدم بارع تألق في الملاعب، بل نجح في أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في مجال التعليق الرياضي، ليصبح صوته واحدًا من أبرز معالم كرة القدم المصرية طوال عقود.
وُلد ميمي الشربيني في مدينة المنصورة يوم 26 يوليو 1937، وبدأ مسيرته الكروية لاعبًا في نادي المصري القاهري، قبل أن يكتشفه عبد المنعم البقال وينتقل إلى الأهلي عام 1953. مثّل الشربيني القلعة الحمراء في 175 مباراة، سجل خلالها 28 هدفًا وحقق 4 بطولات للدوري المصري، و3 بطولات لكأس مصر، إلى جانب كأس الجمهورية المتحدة. كما لعب دورًا بارزًا مع منتخب مصر، وكان أحد أبطال كأس أمم أفريقيا 1959، حيث سجل هدفًا في المباراة النهائية ضد إثيوبيا.
بعد الاعتزال عام 1970، اتجه الشربيني إلى التدريب، حيث عمل مع أندية المنصورة وغزل دمياط والنصر الإماراتي، كما ساهم في تطوير قطاع الناشئين بالنادي الأهلي. لكن قلبه كان دائمًا معلقًا بالإعلام، حيث قرر في عام 1976 اقتحام مجال التعليق الرياضي. ومع أولى خطواته خلف الميكروفون، أدرك الجميع أن الشربيني ليس مجرد معلق، بل فنان ينسج الكلمات في حب كرة القدم.
بصوته الدافئ وأسلوبه الفريد، أطلق ميمي الشربيني عبارات خالدة علقت في أذهان عشاق اللعبة. كان يفتتح مبارياته بجملته الشهيرة: “90 دقيقة أشغال كروية شاقة” ليضع المشاهدين في أجواء اللقاء، واصفًا المباريات بأنها “على صفيح ساخن”. كما أبدع في وصف المهاجمين بعبارات مثل “أحد مواليد منطقة الجزاء”، وأطلق على عماد متعب لقب “واحد من جنرالات منطقة الجزاء”. أما في وصف الأسطورة حازم إمام، فكان الشربيني يصفه بـ “إكسترا مهارات وإكسترا حواس”.
ظل ميمي الشربيني أحد أهم أصوات كرة القدم المصرية حتى اعتزاله التعليق عام 2009، وكانت مباراة مصر والجزائر في تصفيات مونديال 2010 آخر محطاته. بعيدًا عن الأضواء، عاش سنواته الأخيرة بهدوء مع أسرته، حتى وافته المنية في 20 يناير 2025 عن عمر ناهز 87 عامًا، تاركًا إرثًا لا يُنسى من الحب والذكريات في قلوب جماهير كرة القدم.
ميمي الشربيني ليس مجرد اسم، بل جزء من ذاكرة كرة القدم المصرية، وأسطورة لن تُمحى من تاريخ اللعبة.