الصمت والعمل سر النجاح.. وطاهر أكبر دليل

منذ قرابة عام، وجدت نفسي أدافع عن طاهر محمد طاهر، لاعب النادي الأهلي، في وقت كانت فيه الانتقادات تطارده من كل اتجاه، وكانت معظم جماهير الفريق ترى أن وجوده داخل القلعة الحمراء بات بلا قيمة، وأنه من الأفضل أن يرحل لكنني كنت أرى الأمور من زاوية مختلفة تمامًا كنت مؤمنًا بأن هذا اللاعب لا يزال لديه الكثير ليقدمه، وأنه من النماذج التي لا تستسلم، بل تعمل بجد وتُطوّر من نفسها بصمت.
طاهر من نوعية اللاعبين الذين قد لا يظهرون كثيرًا في الصورة أو لا يتصدرون العناوين، لكنه يؤدي أدوارًا تكتيكية مهمة للغاية، سواء على المستوى الهجومي أو الدفاعي.
ولأنني كنت أؤمن بقدراته، كتبت عدة منشورات في حينها أدافع فيها عن وجهة نظري، لكن الردود التي جاءتني لم تكن مشجعة، بل على العكس، امتلأت بالسخرية والاستهزاء وهذا أمر معتاد في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصبح الآراء المختلفة عن السائد مادة للسخرية.
لكنني على يقين دائم بأن “الزمن هو الفيصل”، وأن الرد لا يكون بالكلمات بل بالنتائج والمواقف، ولم تكن هذه المرة الأولى التي أتعرض فيها للسخرية بسبب رأي مهني، فعلى سبيل المثال، قبل مباراة الأهلي وشباب بلوزداد، طرحت على مدرب الفريق الجزائري سؤالًا حول التحديات التي يراها في مواجهة نادٍ حصد دوري أبطال إفريقيا أربع مرات خلال خمس سنوات، فجاء رده واثقًا بقوله: “لا توجد تحديات”. النتيجة؟ خسارة قاسية بنتيجة 6-1، أعقبها أن قام المدرب بحظري على “واتساب”.
اليوم، وبعد كل ما مر به، يثبت طاهر محمد طاهر أنه نموذج للاعب المجتهد الذي يعرف طريقه ويصبر على الانتقادات مستواه الحالي يجعلني أشعر بسعادة وفخر، لا لأني كنت على صواب فقط، بل لأنه قدّم الدليل العملي على أن الاجتهاد لا يضيع سدى، وأن الانضباط والعمل في صمت يؤتي ثماره.
ومع الأداء الكبير الذي يقدمه في الفترة الأخيرة، لا أستبعد أبدًا أن يواصل التألق في بطولة كأس العالم للأندية خصوصًا في ظل الفورمة الرائعة التي يعيشها حاليًا.
في النهاية، طاهر محمد طاهر قد لا يكون اللاعب الذي يبحث عن الأضواء، لكنه بالتأكيد اللاعب الذي يعمل ليصنع الفارق، وحين يأتي موعد الإنصاف، لا يُنصفه سوى الميدان.