أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالزمالك

زيزو وتجديد العقد.. لماذا تأخرت الترضية في الزمالك؟

في كرة القدم، كما في الحياة، التوقيت يصنع الفارق. قد يُنظر إلى تأخير اتخاذ قرار مصيري كالتجديد لنجم الفريق، على أنه علامة على سوء الإدارة أو غياب الرؤية. لكن ما حدث مع أحمد سيد “زيزو”، أحد أعمدة نادي الزمالك، يفتح باب التساؤل: لماذا لم يتم ترضية اللاعب من البداية؟ ولماذا انتظر الزمالك حتى اللحظة الأخيرة لإتمام اتفاقه مع نجم يمثل العمود الفقري للفريق؟

زيزو، الذي يُعتبر أفضل لاعب في الدوري المصري خلال السنوات الأخيرة، لم يكن فقط لاعبًا بل رمزًا لجماهير الزمالك. ورغم ذلك، وجد نفسه في دوامة من الشائعات وعدم اليقين حول مستقبله مع النادي، حتى تم الإعلان عن التوصل لاتفاق لتجديد عقده لمدة ثلاث سنوات مقابل 230 مليون جنيه. فما الذي حدث؟ ولماذا تأخر الزمالك في حسم هذا الملف؟

زيزو.. اللاعب الذي لا يُعوّض

لا يختلف اثنان على أن زيزو هو القلب النابض لنادي الزمالك. بأدائه المميز، وأهدافه الحاسمة، ومساهماته الهجومية والدفاعية، أثبت زيزو أنه أحد أفضل لاعبي الجيل الحالي. لكن الأهم من ذلك هو العلاقة الخاصة التي تجمعه بجماهير الزمالك. زيزو ليس مجرد لاعب عادي؛ إنه القائد، والملهم، والقدوة.

ومع ذلك، وجد زيزو نفسه في موقف لا يحسد عليه. سنوات من العطاء المتواصل لم تقابلها خطوات استباقية من إدارة النادي لتأمين مستقبله. لماذا؟ هل كان السبب هو الأزمة المالية التي يعاني منها النادي؟ أم أن هناك سوء تقدير لقيمة اللاعب ومكانته داخل الفريق؟

الأزمة المالية.. العائق الأكبر؟

لعل الأزمة المالية التي يعيشها الزمالك منذ فترة ليست بالقصيرة هي العامل الأبرز في تأخير التجديد لزيزو. النادي يعاني من مستحقات متأخرة للاعبين، وديون متراكمة، وصعوبات في تلبية احتياجات الفريق. ومع ذلك، فإن السؤال الأهم هو: لماذا لم يتم تخصيص ميزانية خاصة لتجديد عقد زيزو منذ البداية؟

زيزو ليس مجرد لاعب. إنه استثمار طويل الأجل. الحفاظ عليه يعني الحفاظ على استقرار الفريق الفني والمعنوي. تأخير تجديد عقده كان يمكن أن يؤدي إلى خسارته لصالح أندية أخرى كانت مستعدة لدفع أضعاف ما يحصل عليه في الزمالك.

تأثير الشائعات وعدم اليقين

خلال فترة الانتظار، انتشرت الشائعات حول مستقبل زيزو. تقارير ربطته بأندية خليجية، وأخرى تحدثت عن اهتمام أوروبي. هذه الشائعات لم تؤثر فقط على اللاعب نفسه، بل أيضًا على جماهير الزمالك التي عاشت حالة من القلق والخوف من فقدان نجمها الأول.

هذا المناخ من عدم اليقين كان يمكن تفاديه لو قامت الإدارة بحسم ملف التجديد في وقت مبكر. اللاعبون الكبار مثل زيزو يحتاجون إلى معاملة خاصة وإشارات واضحة من النادي تُظهر التقدير والاحترام لمكانتهم.

تجديد العقد: خطوة متأخرة لكنها ضرورية
بحسب التقارير، توصل الزمالك أخيرًا إلى اتفاق لتجديد عقد زيزو لمدة ثلاث سنوات مقابل 230 مليون جنيه. هذه الخطوة، رغم أهميتها، جاءت متأخرة. إدارة الزمالك قررت تعديل المقابل المادي لزيزو بداية من الموسم الحالي، وإضافة موسمين جديدين، ليصبح إجمالي التعاقد 3 سنوات.

لكن اللافت أن النادي لن يعلن عن التجديد رسميًا إلا بعد تسوية مستحقات اللاعبين المتأخرة. هذا القرار، رغم أنه يعكس حرص الإدارة على الحفاظ على استقرار الفريق، يثير التساؤلات حول الأولويات: هل كان من الأفضل حل مشكلة زيزو أولًا ثم التعامل مع باقي الملفات؟

لماذا لم يتم ترضية زيزو من البداية؟

تأخير التجديد لزيزو يمكن أن يُفسر من عدة زوايا:1. الأزمة المالية: الزمالك يواجه ضغوطًا كبيرة لتوفير السيولة اللازمة لتغطية التزاماته.

2. إدارة الأولويات: ربما لم تدرك الإدارة في البداية أهمية حسم ملف زيزو قبل أي شيء آخر.

3. الثقة في اللاعب: قد تكون الإدارة اعتقدت أن زيزو لن يغادر النادي مهما كانت الظروف، وهو تصور خاطئ في عالم كرة القدم الاحترافي.

لكن الأهم من هذه الأسباب هو غياب التخطيط الاستراتيجي. زيزو كان يستحق أن يكون ملف تجديد عقده هو الأولوية القصوى للنادي منذ فترة طويلة.

الخلاصة: الدرس المستفاد

تجديد عقد زيزو هو خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تذكير بأهمية التخطيط المسبق وإدارة الملفات الحساسة بحرفية. زيزو ليس مجرد لاعب؛ إنه أيقونة للزمالك. الحفاظ عليه كان ضرورة، وليس رفاهية.

لعل إدارة الزمالك تتعلم من هذا الدرس، وتدرك أن التوقيت أحيانًا يكون أهم من القرار نفسه. لأن في كرة القدم، كما في الحياة، التأخير قد يكلف أكثر مما يمكن تحمله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى