ديربي العروس.. بين سطوة العميد وردود الأهلي تاريخ ناري لا يعرف الهدنة

ديربي جدة ليس مجرد مباراة تُلعب على المستطيل الأخضر، بل هو حكاية صراع لا ينتهي بين عملاقين يتقاسمان المجد، ويصنعان التاريخ موسمًا بعد آخر. في كل مرة يلتقي فيها الاتحاد والأهلي، تتوقف الأنفاس، وتشتعل المدرجات، وتتحول مدينة جدة إلى ساحة ملتهبة بالعاطفة والولاء والانتماء. هذا الديربي الذي يُعرف بـ”ديربي العروس” يحمل في طياته من الإثارة والتشويق ما لا يمكن اختزاله في 90 دقيقة فقط، لأنه ببساطة: ديربي لا يُنسى!

68 مواجهة تاريخية جمعت العملاقين، وكان للاتحاد اليد العليا حتى الآن، بتحقيقه الفوز في 28 مناسبة، مقابل 24 انتصارًا لصالح الأهلي، بينما فرض التعادل نفسه في 16 لقاء. ورغم تفوق الاتحاد العددي، فإن المواجهات بينهما كثيرًا ما كانت تُحسم بتفاصيل صغيرة، ولحظات مجنونة، ونجوم كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في صفحات الديربي.

الاتحاد، بطل القارة مرتين وأحد أعرق أندية المملكة، لم يكن يومًا خصمًا سهلًا، وهو ما يظهر بوضوح في عدد انتصاراته أمام جاره اللدود. أما الأهلي، صاحب الشعبية الجارفة والهوية الكروية الفريدة، فغالبًا ما يكون في الموعد حين يتعلق الأمر بالديربي، حتى لو لم يكن في أفضل حالاته.

ما يميز هذا الديربي عن غيره من المواجهات، هو أنه لا يعترف بالفوارق الفنية أو ظروف الفريقين، بل تحسمه الروح، والرغبة، والانتماء. جماهير الفريقين لا تنتظر فقط الفوز، بل تبحث عن الكبرياء والهيمنة، وتعتبر هذا اللقاء بطولة بحد ذاته، قد تمحو إخفاق موسم، أو تشعل شرارة انطلاقة جديدة.

وهكذا يظل ديربي جدة أكثر من مجرد مباراة، إنه قصة مجد وصراع لا ينتهي، بين الاتحاد الباحث دائمًا عن السيادة، والأهلي الساعي لاستعادة العرش.. فالتاريخ يكتب نفسه كلما التقى الكبيران.