أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهليالزمالك

نهائي القرن.. نقطة تحول أفريقيًا وأزمة للزمالك

في 27 نوفمبر 2020، لم تكن كرة القدم المصرية على موعد مع مجرد مباراة نهائية في دوري أبطال أفريقيا، بل مع مواجهة ستبقى في ذاكرة القارة لسنوات طويلة، مباراة أُطلق عليها “نهائي القرن”، جمعت بين الأهلي والزمالك، الفريقين الأكثر شعبية في مصر وأفريقيا، تلك الليلة، التي انتهت بتتويج الأهلي على حساب غريمه التقليدي بنتيجة 2-1، لم تكن مجرد حدث عابر، بل مثلت نقطة تحول في مسيرة الناديين، حيث انعكست نتيجتها بشكل واضح على مستقبلهما الفني والبطولي.

ليلة لا تُنسى.. حلم الأهلي وكابوس الزمالك

دخل لاعبو الأهلي والزمالك ستاد القاهرة في تلك الليلة وهم يدركون جيدًا أن النتيجة ستحدد مسار المنافسة بينهما لسنوات مقبلة، كما وصفها محمد أبو جبل، حارس مرمى الزمالك حينها، الذي أشار إلى أن المنتصر سيتربع على عرش القارة الأفريقية.

كان الزمالك، بقيادة نجومه مثل شيكابالا ومصطفى محمد، متعطشًا لتحقيق لقبه السادس في البطولة الأفريقية، بينما سعى الأهلي، بقيادة محمد الشناوي و”أفشة”، لتعزيز رقمه القياسي وإضافة لقبه التاسع، ومع صافرة النهاية، حُسمت الأمور لصالح المارد الأحمر بعد هدف “القاضية ممكن” الذي سجله محمد مجدي أفشة في الدقيقة 86، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الناديين.

أرقام تُظهر الفارق.. الأهلي يهيمن والزمالك يتراجع

منذ “نهائي القرن”، تبدو الأرقام كافية لتوضيح الاختلاف الكبير في مسيرة الأهلي والزمالك خلال الأربع سنوات الماضية.

حقق الأهلي 13 بطولة محلية وقارية، مما يعكس استمراره في حصد الألقاب والحفاظ على استقراره الفني والإداري. وتشمل هذه الإنجازات:

4 ألقاب قارية: دوري أبطال أفريقيا (2020، 2021، 2023، 2024).

7 ألقاب محلية: الدوري المصري مرتين (2023، 2024)، وكأس مصر مرتين (2022، 2023)، والسوبر المصري ثلاث مرات (2022، 2023، 2024).

2 لقب سوبر أفريقي (2021، 2022).

على الجانب الآخر، عانى الزمالك من تذبذب واضح في الأداء والنتائج، مكتفيًا بتحقيق 4 ألقاب فقط:

الدوري المصري مرتين (2021، 2022).

كأس مصر (2021).

كأس الكونفدرالية الأفريقية (2024).

هذه الفجوة الكبيرة في الألقاب تعكس بوضوح التفوق الكبير الذي فرضه الأهلي على الساحة المحلية والقارية منذ تلك الليلة التاريخية.

تفوق الأهلي في المواجهات المباشرة

لم يتوقف تفوق الأهلي عند حصد البطولات فقط، بل امتد ليشمل المواجهات المباشرة بين القطبين. منذ نهائي القرن، التقى الفريقان في 11 مباراة بمختلف البطولات.

فاز الأهلي في 7 مباريات، بما في ذلك انتصارات ثقيلة مثل الفوز 5-3 في الدوري.

انتهت مباراتان بالتعادل الإيجابي.

بينما اكتفى الزمالك بالفوز في مباراتين فقط.

هذا التفوق المباشر يعكس الاستقرار الفني والنفسي الذي يعيشه الأهلي مقارنة بمعاناة الزمالك، التي تتمثل في تغييرات متكررة في الأجهزة الفنية وأزمات إدارية مستمرة.

نهائي القرن.. نقطة تحول وليس نهاية القصة

ما حدث بعد نهائي القرن لم يكن صدفة، بل نتاج عوامل عدة. الأهلي استفاد من الفوز لتعزيز ثقته واستقراره، مستثمرًا ذلك في التعاقد مع لاعبين مميزين والحفاظ على جهازه الفني. كما لعبت الروح القتالية التي ميزت لاعبي الأهلي دورًا كبيرًا في حسم المباريات الكبرى.

في المقابل، يبدو أن الزمالك تأثر نفسيًا بنتيجة اللقاء، حيث دخل النادي في دوامة من التغييرات الإدارية والفنية. ورغم فترات التألق، مثل التتويج بلقب الكونفدرالية 2024، إلا أن الفريق افتقد للثبات الذي يُمكنه من الحفاظ على مستواه.

هل يعود الزمالك إلى القمة؟

رغم كل الصعوبات، لا يزال الزمالك يمتلك المقومات للعودة إلى المنافسة. تاريخ النادي الكبير وجماهيره الوفية يُمثلان دافعًا قويًا لتجاوز الأزمات، لكن الأمر يتطلب خطوات جادة لإعادة الاستقرار، بدءًا من دعم الفريق بعناصر جديدة، مرورًا بتحقيق الاستقرار الإداري، وصولاً إلى استعادة الثقة في النفس، التي بدا أنها تأثرت بعد “نهائي القرن”.

“القاضية ممكن”.. لحظة ألهمت فريقًا وأثرت على آخر

ختامًا، لا شك أن “نهائي القرن” سيظل علامة فارقة في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية. بالنسبة للأهلي، كانت تلك الليلة بمثابة انطلاقة جديدة نحو السيطرة على الألقاب. أما للزمالك، فكانت درسًا قاسيًا يجب الاستفادة منه لتجنب تكرار الأخطاء.

في كرة القدم، النتائج ليست نهاية القصة، بل بداية لمرحلة جديدة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يستمر الأهلي في الهيمنة، أم، يتمكن الزمالك من استعادة توازنه؟ الأيام وحدها ستكشف الإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى