اهم المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبار

تقرير.. اللاعبين الأجانب فى مصر بين التروماى وعتبة إفريقيا الخضرا

كتب: أشرف زوف

العشوائية .. قلة الخبرة الفنية .. الغيرة .. عقدة الخواجة .. التقليد الاعمى .. خداع بعض وكلاء اللاعبين .. الجهل باللوائح والنواحى التعاقدية والقانونية .. العملات و السمسرة .. الشو الاعلامى، مجموعة عناصر تسببت فى كوارث وازامات للاندية المصرية وادخلتها النفق المظلم نفق القضايا والمحاكم والغرامات والشروط الجزائية بملاين الدولارات وتهديدات بالايقاف وخصم نقاط . كابوس مرعب و مزعج تعيش فيه الاندية المصرية خلال ما يقرب من اربعة عقود اشترت فيها الاندية المصرية التروماى الاجنبى تارة وعتبة افريقيا الخضرا تارة اخرى .واصبحت اكبر سوق و مستورد للاعبين (فرز ثانى صينى وتايوانى ) من القارة السمراء.

ملاين العملات الصعبة و فشل وراء فشل، اتهامات بالسمسرة والنصب.. سيديهات وشرائط مزورة.. هذا هو ملخص تعاقدات الاندية المصرية مع اللاعبين الأجانب وخاصة الأفارقة وما يصاحبها من صخب وشو إعلامى كبير وتكون المحصلة النهائية فشلا ذريعا. اخبار وتقرير حصرية عن الأسد الكاميرونى القادم .. الدبابة الجابونية المدمرة .. القنبلة النيجيرىة الموقوته .. القاطرة الغانية العملاقة .. النمر الانجولى .. والفيل الايفوارى .. والنسر المالى .. والصاروخ الزامبى ، كلها ألقاب ومسميات نسمعها عندما تبدء الاندية المصرية فى تحركاتهما للتعاقد مع لاعبين أفارقة ما يجعل الجماهير تمنى النفس لتكرار تجربة كوارشى أو إيمانويل فى الزمالك وفيليكس أو فلافيو فى الأهلى وجون اوتاكا فى لاسماعيلى . لكنها سرعان ما تستيقظ على واقع أليم، فمن تعاقدوا معه ليس أسدا ولا نسرا ولا حتى قط، لكنهم اشتروا التروماى والعتبة الخضرا وبضاعة صينى وتايوانى وتم النصب عليهم من قبل السماسرة.

على مدار سنين طويلة تتعرض معظم الاندية المصرية لعمليات نصب فى استقدام اللاعبين الأفارقة والاجانب ضعيفى المستوى بملايين الدولارات، فيما يقوم نظراؤهم فى دول شمال أفريقيا بالتعاقد مع أفضل اللاعبين بأثمان زهيدة وتسويقهم بملايين الدولارات بعد ذلك، فيستفيدوا فنيًا وماديًا أما نحن فنخسر كل شىء.. نخسر مكانًا فى القائمة كان من الممكن أن يفيد لاعب صاعد.. ونخسر ملايين الدولارات أهدرت بدون وجه حق، فى بداية الثمانيات من القرن الماضى اخذت الاندية المصرية فى الاستعانة بالنجوم الافارقة وخاصا الاندية الكبرى الاهلى والزمالك والمصرى والمقاولون، وان كان الاخير هو الاكثر استعانة والاكثر تفوقا فى جلب صفات افريقية من العيار الثقيل عندما استعان بالحارس الكاميرونى الشهير بل انطوان ولاعب الوسط الغانى عبد الرازاق كريم الفائز بلقب افضل لاعب افريقي 78، بالاضافة الى السيراليونى اسماعيل ديفان .اما الزمالك فقد استعان بالغانى هنرى طونسون و الغانى هارونا يوسف لاعب كوتوكو الغانى والنجم والهداف الغانى ايمانويل كوراشى .اما الاهلى فقد استعان بالنجم الغانى جورج الحسن هداف الامم الافريقية 82، اما المصرى البورسعيدى فقد نجح فى ابرام صفقتين من العيار الاثقيل بالتعاقد من الايرانيين قاسم بور ورضا بن ذكرى .. نجوم واسماء كبيرة استعانت بهم الاندية المصرية فى بداية رحلة غزو الافارقة لمصر . وسريعا ما صدر قرار بعدم الاستعانة بالاجانب فى الملاعب المصرية.

قديما كانت هناك بعض النماذج الناجحة فى الملاعب المصرية لغير المصرين حتى وان كانوا قلة، نماذج عربية وافارقة عرب بيعاملوا معاملة المصرين مثل فؤاد ابو غيدة ومروان كنفانى وعمر النور وسمير محمد على وعلى محسن مرورا بشطة وادم وقلة ورشيد العبيد ومصطفى نجم، وقاسى سعيد وعبد القادر البرازى ومهند البوشي وانيس بوجلبان ومصطفى كريم ورمزى صالح.

بتطبيق الاحتراف عقب مونديال 1990 وحتى الآن لم تتعاقد الاندية المصرية مع لاعبين أفارقة واجانب على مستوى عالٍ باستثناء نسبة قليلة جدا جدا لا تتعدى 10 % من اجمالى التعاقدات التى تجاوزات اربعمائة وسبعون لاعبا وافدا على الملاعب المصرية ابرزهم من غانا فيليكس وبابا اركو وبوبا منسواه وجون انطوى ومن نيجريا ايمانويل امونيكى و جون اوتاكا وجونيور اجاى وستانلى ومعروف يوسف والأنجوليين جيلبرتو وفلافيو ومن مالى اسماعيل كوليبالى وساليف كوليبالى ومن بوركينا فاسو محمد كوفي وايرك تراورى ومن الكاميرون الحارس كامينى ومن موزمبيق الحارس جواو رافايل ومن مدغشقر باولن فوافي ومن اثيوبيا شميلس بيكلي ومن الجابون ماليك ايفونا ومن السنغال ابراهيما نداي ومن تونس انيس بوجلبان ووسام العابدى و على معلول و فرجانى ساسى ومن المغرب وليد ازارو.. ويبقى البرازيلى كينو هو الاجنبى الوحيد الذى نجح وتالق من خارج القارة السمراء، بالاضافة الى ما يقرب من 10 % اخرى تمثل نسبة الاجانب والافارقة اصحاب المستوى المتوسط والذى لا يزيد عن مستوى اللاعبين المصرين فى انديتهم وربما اقل اما الباقى فدون المستوى لاعبًا وفشلوا جميعًا فى إثبات جدارتهم لان مستواهم لا يرقى لمستوى دورى بحجم واسم الدورى المصرى احد اهم واشهر الدوريات على المستوى الافريقيى والعربى.

افارقة واجانب من سبعة وعشرون جنسية غزو الاندية المصرية منذ بداية الدورى عام 48، من معظم بلاد القارة السمراء بالاضافة الى بعض البلدان العربية الشقيقة الافريقية مثل السودان وتونس والجزائر وليبيا والمغرب،  وبعض الدول العربية الشقيقة فى قارة اسيا مثل فلسطين وسوريا والعراق واليمن والاردن ولبنان .حتى البلاد الاروبية مثل ايطاليا المانيا والبرتغال واليونان وصربيا، وبالاضافة الى امريكا اللاتينية مثل البرازيل وبوليفيا وكولمبيا والاكوادور.

ومن المؤسف والمخزى ان تكون مصر رائدة الكرة فى افريقيا ومن مؤسسى الاتحاد الافريقي ومنها اول رئيس للاتحاد الافريقى وهى دولة المقر وصاحبة الارقام القياسية فى كل البطولات الافريقية على مستوى الاندية والمنتخبات وفى النهاية تكون ملجأ ومأوى للاعبين افارقة مجهولين ودون المستوى وبأثمان باهظة.

هناك يعض الامثلة و التجارب الاحترافية كما يطلق عليها كبدت الاندية مبالغ كبيرة جدا وصاحبها شو اعلامى ضخم والمحصلة النهائية عدم الاستفادة الفنية و اللعب لعددة دقائق بمباراتين او ثلاثة على الاكثر، وربما احراز هدف او اثنين على اقصى تقدير ثم الدخول فى مهاترات للتخلص من هذه التعاقدات عن طريق انهاء التعاقد بالتراضى او العرض للبيع او الاعارة او اللجوء للشروط الجزائية والتقاضى امام الفيفا.
امثلة كثيرة عن فشل الاجانب والافارقة وحتى العرب، العشرات بل المئات فى الملاعب المصرية وخصوصا فى القطبين:
فى الزمالك مثلا هناك .. مارك مبواه – الفريد موالي – عثمانو سومانو – خالد سعد – الكنج ساني – ايدسون سوزا – جونيور أجوجو – ريكاردو – رحيم ايو – جون أوتشيري – أدولف – مايوكا – موسى توريه – أبو كونيه – اديكو – الفيس روبين – كريستوفر – أندي شيكو – عماد محمد – محمد أمين عودية – كريم الحسن – رزاق أوموتويوسي – ألكسيس موندومو – إسماعيل سكوندو – قاسى سعيد – صالح سيدر – يأمن بن ذكرى – علاء الشبلى – مؤيد العجان.
ولا يختلف الحال فى الاهلى عن الزمالك فقد تعاقد الاهلى مع الكثير من الافارقة والاجانب لم يكن لهم ادنى تاثير على الفريق ولم يتركوا انطباع جيد لدى الجمهور الاهلاوى ومن امثلة هؤلاء .. جورج الحسن – تشيرنو – يوسف يعقوب – حيدر ابو بكر – اسحاق اول – ماكى – فرنسيس ديفوركى – دومنيك ديسلفيا – موسى ايدان – كاستيلو – هندريك – جونيور – ماكى – افلينو – جورج ارثر – اوسو كونان – صلاح الدين سعيدو – تابان سوتو – روبوت اكورى – صندى – محمد غدار – عبد الله الشامى – باكاماني ماهلامبي ، وما يحذوه الاهلى تحذوه باقى الاندية الاخرى فى التعاقد مع لاعبين فشلوا ورحلوا محملين بالدولارات.
كمان هناك بعض التجارب التى تدل على افتقار الاندية للعين الخبيرة والفاحصة فى اختيار و انتقاء اللاعبين الاجانب . رغم امتلاكها للعديد من الكوادر الفنية والادارية، و يتم تعويض ذلك بشراء الجاهز والمعروف عن طريق اللجوء الى الشراء والتعاقد مع اجانب او افارقة بالدورى المصرى ولكن بأثمان عالية جدا وباهظة حيث ترفع الاندية الصغرى شعار المغالاة فى اسعار هؤلاء الافارقة استغالا لشعورهم بمدى احتياج الفرق الكبيرة لهم، مثال على موسم 2017-2018 ضم الزمالك فى قائمته رباعى اجنبى ومن الافت للنظر ان هذا الرباعى قد ضمه الزمالك من اندية مصرية وليس من المنابع الافريقية المباشرة. فقد ضم الزمالك كاسونجو من الاتحاد السكندرى و سيسة من اسوان واشامبونج من الداخلية وكان قد ضم قيلهم معروف يوسف من الشرطة وقبل ذلك النيجيرى استانلى من دجلة، وهذا ما فعله الاهلى ايضا عندما ضم صلاح الدين سعيدو من دجلة واوسو كونان من المقلصة وقديما تشيرانو مانسارى من القناة واكوتى منساه من المصرى واسحاق اول من اسوان.بالاضافة الى العديد من الاندية التى تبادلات ضم الافارقة فيما بينهم امثال جون اوتاكا من المقاولون للاسماعيلى، وجون انطوى من الاسماعيلى للاهلى فالمقاصة واخير ا بيراميدز ، و بابا اركو من الزمالك للجيش وسموحه.
ولا يجب اغفال دور عقدة الخواجة او الاستفادة من الكم المسموح فى اللوائح بغض النظر عن مدى الاحتياج الفعلى لهذا الكم ، فنجد معظم الاندية تصر على التعاقد مع الكم المسموح به من اللاعبين الاجانب ومن يتم معاملتهم معاملة المصرين حتى ولو كانت فى غير الحاجة لكل هؤلاء اللاعبين أو لعدم الفائدة الفنية التى ستعود عليهم من ضمهم، لكن المهم هو أن يتواجد أفارقة فى الفريق و ربما كانت هذه الاندية تملك لاعبين مصرين مميزين فى مراكز هؤلاء الاجانب.
واذا كنا من هواة التقليد الاعمى فلماذا لا نقلد دول المغرب العربى فى كيفية تعاقدتهم مع الافارقة تحديدا،فعندما نقارن بين الاندية المصرية ونظيرتها فى دول المغرب العربى.
نجد أن الأمر مختلف تماما ، ففى بلاد المغرب العربى وتحديدًا تونس والمغرب، حيث يتعاقدان مع أفضل اللاعبين الأفارقة وبأقل الأسعار ثم يعيدان تسويقهم خليجيًا ومصريا وأوروبيًا بملايين الدولارات، بعد الاستفادة منهم فنيًا.كما اعتادت الأندية المصرية حينما تواجه نظيراتها من المغرب العربى أن يكون نجم الفريق غالبًا لاعبًا أفريقيًا، وسريعا ما يسعى وبقوة اكثر من نادى مصر خلف هذا النجم لضمه ، ويتم فتح المزاد عليه بمبالغ كبيرة جدا جدا مثلما حدث من قبل مع الجابونى ماليك ايفونا لاعب الوداد المغربى والذى ظفر به الاهلى بعد صراع تنافسى رهيب مع الزمالك، وهذا ما يعود بالنفع والاستفادة للفريق الذى يملك عقد اللاعب اضافا الى اللاعب نفسه ، والأغرب أننا نكتشف أنهم تعاقدوا معه بمبالغ هزيلة لا ترتقى لما تدفعه أندية مصر فلم تنفق أندية المغرب العربى فى تاريخها مثلًا نصف ما دفعه الزمالك لضم الغانى جونيور أجوجو الذى مازال الفريق يدفع ثمن صفقته حتى الآن بعدما اشتكى اللاعب الزمالك للفيفا وحصل على غرامات مالية مازال الأبيض يسدد فيها حتى الآن وبرغم وفاته من شهور قليلة.
ومازال القوس المفتوح لمزيد من علامات الاستفهام لقضية فشل الاندية المصرية فى التعاقد مع لاعبين اجانب بمقومات الاختيار والانتقاء السليمة وبمبالغ مادية تتوازى وتتناسب مع قدرتهم الفنية وحجم الاستفادة منهم ومدى الاحتياج الحقيقي لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
يلا لايف yalla live